سَألومُهُ
لَو باعَ شِبْعَ صِيامِهِ بِطَعامِ جُوعْ. سَأَذمُّهُ لَو داسَ أوْرِدَةَ الجُذورِ لِيَجتَني وَرْدَ الفُروعْ. سَأُدينُهُ لَو أنَّهُ نَحَرَ الشُّموسَ لِيشتري بِدمائِها ضَوءَ الشُّموعْ! هُوَ شاعِرٌ والشِّعرُ خُبزٌ لا يُجيعُ ولا يَجوعْ. والشِّعرُ جَذْرٌ دُونَهُ لا يَرتَقي فَرْعٌ ولا وَرْدٌ يَضوعْ. والشِّعرُ شَمسٌ لا تُطيعُ بِعُمْرِها إلّا السُّطوعْ وَتَظَلُّ تنسِجُ من خُيوطِ نُزولِها ثَوْبَ الطُّلوعْ! هُوَ شاعِرٌ وَالشِّعرُ عاصِفَةٌ وَما كُلُّ الطُّغاةِ أمامَها إلّا قُلُوعْ تَعنو لِقَرْعِ سِياطِها قَسْراً وَتُذعِنُ في الغُدُوِّ وفي الرُّجوعْ. سَأَلومُهُ وأَذُمُّهُ وَأُدينُهُ ما دامَ يَحمِلُ نَأْمَةً فَوْقَ الشِّفاهِ وَنَبضَةً تَحتَ الضٌّلوعْ لَو شَعْرَةٌ في رأسِهِ مالتْ وكَانَ بِميلِها شَيءٌ يُذكِّرُ بالخُضوعْ! لكنَّني إنْ أوْحَدوهُ وَكبَّلوُهُ وَكمَّموهُ وَأجبَروه على الوقُوعْ سَأَلومُ لائِمَهُ إذا أَلقى على تَركيعِهِ صِفَةَ الرُّكوعْ. وأُدينُ كُلَّ الأرضِ لَو شَمَتَتْ بِهِ لِبُكائِهِ وَسْطَ الجُموعْ. صَمْتُ القَصيدةِ صَرْخَةٌ وَأَشدُّها ما كان مَكتوباً على خَدِّ المُكَمَّمِ بالدُّموعْ!
مقالات
لافتات هو شاعر
19-10-2008