ما الذي يضمن لنا؟
![ضاري الجطيلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1487518658970718800/1487518666000/1280x960.jpg)
في إحدى الجلسات المغلقة التي حضرتها أخيراً، حاول أحد أبناء الأسرة الحاكمة المؤثرين تشخيص حال البلد، فخلص إلى أن الكويت تغيرت ديموغرافياً واجتماعياً عما كانت عليه قبل أربعين سنة، وطالب الحضور من النخب السياسية والمدنية باستيعاب التغير وعدم التقوقع في الماضي، وهي مطالبة معقولة وبراغماتية لو صاحَـبَها اعتراف صريح بالمسؤولية عن إحداث هذه التغيرات، إذ يظل التجنيس العشوائي هو المتهم الأول في طمس هوية المجتمع، حيث استغله بعض رموز الأسرة على مدى أربعة عقود في تعزيز مواقعه السياسية والاجتماعية. ولم يكن تزوير انتخابات 1967، والانقلاب على الدستور في 1976 و1986، وإفساد المؤسسات الدستورية بالرشاوى والواسطة، إلا محاولات لإعادة بسط سلطة الأسرة الحاكمة، وذلك على حساب المصلحة العامة والتطور الطبيعي للديمقراطية.لا شك أننا نعيش واقعاً اجتماعياً وسياسياً علينا التعامل معه وتجاوز مسبباته، ولكن ما الذي يضمن لنا عدم استمرار العبث والدور السلبي لبعض أفراد لأسرة الحاكمة ليس فقط في الرياضة والتجنيس والمجلس، بل في المجالات المختلفة؟ فالمحاولات مازالت جارية، إذ لايزال مفسدو الرياضة في مواقعهم ويُـعدّون من يخلفهم ويكمل نهجهم، وها هو رئيس الوزراء يستقيل ويعود بالحكومة نفسها بهدف الالتفاف على الدستور وتعطيل حق الشعب بمساءلته. باختصار، ما الذي يضمن لنا ألا يأتينا أحد شباب الأسرة بعد أربعة عقود أخرى من العبث و«يُـنـَـظـّر علينا» بأننا متقوقعون في الماضي وعلينا القبول بالجرائم- أو «التغيرات» كما سيسميها- التي ارتكبها هو وأبناء عمه بحق الدولة؟