يحكى أن رجل أعمال اجنبيا جاء الى الكويت لادارة اعمال احدى شركاته العاملة في البلاد، وبعد ان امضى فترة من الزمن متقلبا بين ادارات الدولة، وبيروقراطيتها العتيدة، وفسادها المستفحل «الذي تعجز البعارين عن حمله»، وعدم القدرة على الانجاز لتضارب القرارات، قال لشريكه في لحظة تفكير عميق «الآن آمنت اكثر بوجود الله»، ولسان حاله يقول لا يمكن ان يدار بلد بمثل هذه الفوضى الا بقدرة إلهية.
فباغلاق البورصة بحكم قضائي، تكون دائرة الانهيار على وشك ان تكتمل، ويكون اعتزال الدولة نشاطها قد بات وشيكا. ليس مهما الجدل الدائر حول قانونية الاغلاق من عدمه، فقد تعود البورصة الى النشاط او الخمول، لا فرق، غدا او بعد غد لكن اغلاقها يأتي ضمن مؤشرات اخرى على تردي الاوضاع وتراجعها الى مرحلة اللاعودة.تدهور الاوضاع يشعرنا بأن البلاد قد اصبحت وكأنها مخيم حان وقت فك اساساته، وتحويله الى اثر بعد عين، واظن ان المعضلة قد تجاوزت بمراحل استقالة فلان او اقالة علان، فنحن امام حالة تحتاج الى التعامل مع نهج واسلوب في ادارة البلاد، ولا اظن ان الخروج من المأزق تكفيه اقالة هنا او استقالة هناك، فالعلة اكبر من ذلك بكثير، وهي علة تتعلق بالعقلية والنهج السائد والمحرك لمجريات الامور، ومن دون معالجة ذلك النهج فلا طبنا ولا غدا الشر.ولربما يخرج علينا محام آخر او مواطن آخر ليرفع دعوى ينتج عنها اغلاق مجلس الوزراء، ويدفع آخرون بدعوى يغلق بموجبها مجلس الامة، وآخر يغلق المجلس البلدي، وربما لو حدث ذلك فلن يتغير شيء، فكل تلك المؤسسات مجتمعة لا تؤدي دورها المطلوب.حالة الضجيج، والقلق، والتوتر السائدة في المجتمع توحي بأننا نمارس رقصة الموت وندور ونكرر الدوران حول جثة الوطن، والكل يزعم وصلا بليلى، و«ليلى في العراق مريضة».بالامكان الرهان على امور كثيرة، الا الوقت، وكلما استفحل الداء وتغلغل، تصبح الخيارات والبدائل اقل، واشد وطأة.أعاننا الله على ما هو قادم.
أخر كلام
الشق عووود
16-11-2008