عندما تحاصر حماس حلم الدولة الكبرى!

نشر في 02-02-2009
آخر تحديث 02-02-2009 | 00:00
 محمد صادق الحسيني لو كانت غزة هاشم ومعسكرها الداعم للمقاومة الحمساوية الجهادية لم ينتصرا كما يروج البعض من المحسوبين على بني جلدتنا، فلماذ كل هذا الحشد الدولي للضغط على «حماس» والفصائل المتحالفة معها لانتزاع ما فشلوا في انتزاعه منها في الميدان؟!

لو كان خيار المقاومة لم ينتصر فعلا، فلماذ كل هذا التهويل والصريخ حول الدور الإيراني والحمساوي و«حزب الله» المخرب لجهود التسوية التصفوية التي تكسرت على صخرة صمود غزة هاشم؟!

لو كانت إسرائيل قد انتصرت بالفعل على «حماس» والمقاومة وحكومة المجاهد إسماعيل هنية فلماذا كل هذا التعلل في عملية إعادة إعمار غزة ما لم يأتوا بحكومة المقاطعة المنتهية ولايتها، ولو على جرافة، بعد أن فشلوا في مخطط الإتيان بها على ظهر دبابة ترويكا الخيبة الثانية بزعامة كبير الحمقى أولمرت؟!

دعوهم يموتون في غيظهم إذن، ودعوهم «يولولون» ويصرخون إلى ما شاء الله، ولا تلتفتوا بعد اليوم إلى الوراء، فقد اقتربت ساعة الحقيقة التي تفيد بأنهم فشلوا في الجو كما في البر، في فتّ عضد المقاومين، وأن كيانهم المصطنع بات محصورا بين فكي كماشة المقاومة اللبنانية والفلسطينية في الميدان، ما اضطرهم إلى البدء في حرب المحيطات والبحار بحجة السيطرة على طرق تهريب السلاح!

هذه هي نتائج الحرب العالمية على غزة باختصار شديد، لمن يبحث عن حقيقة ما يجري اليوم من استمرار لهذه الحرب بوسائل السياسة والحرب الدعائية والنفسية في محاولة مسمومة لانتزاع أي تنازل مهما كان قليلاً أو ظاهرياً من حكومة المجاهدين في غزة، بعد أن فشلوا في إخضاعها في حرب الـ22 يوما!

ببساطة علم الحساب العادي، فقد تحولت إسرائيل الكبرى التي حلموا بها من الفرات إلى النيل، إلى مجرد معسكر مدجج بأسلحة القتل والإبادة تحده من الشمال «دولة»... «حزب الله» ومن الجنوب «دولة» حزب حكومة المقاومة الحمساوية الجهادية، ومن الشرق «دولة» أطفال الحجارة النابلسية الخليلية التي تغلي من أجل أن تجربها إسرائيل في اشتباكات طويلة النفس، ومن الغرب بحر متلاطم مسكون بسفن الكرامة وقوارب الصيد الفلسطينية التي لا تنام قبل أن تتعافى يافا، ومن قبلها حيفا، ومن بعدها عسقلان!

وأما من الداخل فالقنبلة الديموغرافية لما يسمونهم بعرب الـ48 فهم أقرب إلى شريان الموت والحياة فيها من حبل الوريد، والذين يكادون يطبقون على صدر الكيان المترنح كما تطبق الصخرة على تلمودهم في عصر التيه والضياع!

فبعد أول حرب حقيقية تخسرها دويلة الكيان الصهيوني مع أهل الأرض الحقيقيين وعلى أرضهم في غزة هاشم، لم يبق من الكيان «الدولة الكبرى» الحلم سوى شريط ساحلي قابل للتصدع والترنح أمام أي اختبار جديد من نوع جمهورية الفدائية البطلة دلال المغربي!

قبل حرب يونيو (تموز) المجيدة في العام 2006 كانت إسرائيل بالنسبة لنا نحن المشرقيين من أعلى جبال الأطلسي في الغرب إلى تخوم سور الصين العظيم، لاسيما، نحن المسلمين، ليست سوى غدة سرطانية لا مكان لها بيننا، وهي لابد يوما أن تزول، وقناعتنا في ذلك استناداً إلى حقيقة قرآنية ستتحقق عاجلا أم آجلا.

لكن ما بعد يونيو (تموز) وبعد أن تمرغت هيبة هذا الكيان وردعه في التراب والوحول، وبعد أن تلقى ضربة قاصمة في بنيان عقيدته وأسس بنيانه، فقد تحولت تلك العقيدة القرآنية إلى حقيقة ميدانية!

واليوم، وبعد أن تذوقت ترويكا الفشل والعار خيبة أولمرت الثانية على أيدٍ فلسطينية وفوق الأرض الفلسطينية، ما اضطرهم إلى دعوة أساطيل الأطلسي لحماية ما تبقى من تلك الدولة الكبرى الحلم، فإنه قد حان الوقت لتصبح مقولة: «زوال دولة إسرائيل» حقيقة غربية-أميركية لن يطول الوقت كثيراً حتى نسمعها من قبل قادة الغرب المتهالك والمستهلك في كازينوهات القمار الدولية، بأن معسكر إسرائيل هذا بات حملاً وعبئاً ثقيلاً عليه، جاء وقت تفكيكه وجمع شتاته من جديد، وإغلاقه نهائياً!

* الأمين العام لمنتدى الحوار

العربي - الإيراني

back to top