العراق المقاوم والمنتصر على إدارة بوش المتقهقرة يتم تسليمه قهراً وبالإرهاب، كما تقول الكتلة الصدرية، إلى انتداب أميركي مفروض بتوقيع ومهر كل أشكال بطانة الاحتلال المنتمين إلى كل الديانات والطوائف والمذاهب!

Ad

بين دخان تخاذل النخب الداخلية الحاكمة في أكثر من قطر عربي ومسلم، والذي يكاد يطفئ أنوار الانتصارات العملاقة التي أنجزتها المقاومات الباسلة والشريفة في أكثر من عاصمة عربية وإسلامية، وبين نار الاحتلالات الأجنبية التي أصبح ظلها ثقيلاً بدرجة لا يطيقها الشرفاء من هذه الأمة لا يسعني هنا إلا أن أستحضر ذلك القول الشهير للأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني سماحة السيد حسن نصر الله، وهو يخاطب هذه النخب بالقول:

«أيها المسلمون وأيها المسيحيون، يا سماحة كل شيخ، ويا غبطة كل بطرك، ويا سعادة كل نائب، ويا معالي كل وزير، ويا قيادة كل قيم ورئيس وزعيم، إن العملاء لا دين لهم ولا طائفة لهم، دينهم وطائفتهم الخيانة التي يجب أن يعاقبوا عليها»،

فثمة مفارقات عجيبة ترصدها عين المتتبع والمحلل السياسي هذه الأيام، وهو يتابع تسارع الأحداث في بلادنا!

فالعراق المقاوم والمنتصر على إدارة بوش المتقهقرة يتم تسليمه قهراً وبالإرهاب، كما تقول الكتلة الصدرية، إلى انتداب أميركي مفروض بتوقيع ومهر كل أشكال بطانة الاحتلال المنتمين إلى كل الديانات والطوائف والمذاهب!

وفلسطين المقاومة والمنتصرة على الحصار والجوع والعطش بفضل صبر أبناء «شعب أبي طالب» الجديد في غزة هاشم، وتلاحم الممانعين والمتضامنين معها من كل أنحاء العالم، ومن كل الأديان والطوائف والمذاهب، كما تشهد سفن فك الحصار الأوروبية، وأخيرا بعض العربية ومؤتمر حق العودة في دمشق العروبة والإسلام، يتم تسليم مفاتيحها مجدداً للأجنبي من خلال إحياء مبادرة عربية هرمة متآكلة، قيل إن البعض يحضّر لتقديمها إلى الساكن الجديد في البيت الأبيض!

ولبنان المقاوم والمنتصر والممشوقة سيوفه نحو العدو الجبان والمتقهقر بجحافله المترنحة تحت وطأة انهيار مقولات «الجيش الذي لا يقهر» ومعادلة «الردع الاستراتيجي والغلبة في ميزان القوى»، لبنان هذا وفي الوقت الذي يحاول فيه رأس نظامه الرئيس المنتخب بكل ما أوتي من قوة وحيلة إكمال هيكلية بناء الدولة القوية، والقادرة والعادلة عبر اللجوء إلى الأصدقاء والأشقاء لمعاونته في تدعيم استراتجية صلبة للدفاع الوطني، ترى كيف أن البعض من الداخل وأغلبية أهل الخارج، ومن كل الأديان والطوائف والمذاهب يحاولون جاهدين العودة به إلى ما قبل انتصارات يوليو المجيدة، والسعي الحثيث لمنع إكمال انتصاراته بانتخابات حرة ونزيهة وسليمة يرتقبها، وذلك عبر تسميمها بالمال السياسي الحرام وثقافة أكل لحم الميتة!

لكنه، ومع ذلك كله، ثمة نقطة مضيئة، بل منيرة في هذا المشهد السياسي المأساوي والحزين، ألا وهي موقف ذلك الجنرال اللبناني المسيحي الحر الصامد في رابيته الممانعة والعصية على التطويع، وهو يستعد أو بدأ في زيارة سورية الدولة العربية والمسلمة، ومهد المسيحية الشرقية المناضلة، رغم كل الجراح والآلام والمعاناة التي تثقل كاهل الزائر الحر، ليرسم بذلك لوحة أكثر من رائعة عن حقيقة ما قاله سماحة السيد الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني السيد حسن نصر الله بأن الخيانة لا دين لها بالفعل، وتالياً فإن الشرف والشجاعة والموقف هي الدين القيم وإنما «الدين المعاملة» كما قال نبينا الكريم!

إنه اتحاد الحسين الثائر ابن جده محطم الأصنام مع المسيح الصارخ بوجه القتلة الدجالين وطارد اللصوص من الهيكل المقدس! إنه الشرق الجديد الذي يرسمه اليوم المؤمنون والشرفاء من كل الأديان والطوائف والمذاهب على أنقاض شرق العملاء وبطانات الاحتلال المتهاوية تحت أقدام الثوار، وهو أمر ليس ببعيد و«إن غداً لناظره قريب»!

* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني