ينصح علماء الاقتصاد دوما بالاعتماد على الأسواق بدلا من الحكومة للإجابة عن توليفة واسعة من الأسئلة، ويرجع ذلك جزئيا لأن عملية التوزيع والتنسيق من خلال التصويت يمكن أن تسبب «استبداد الأغلبية». أما الأسواق، فعلى العكس من ذلك، يُعتقد أنها تقدم منتجات ملائمة لأي فرد، بغض النظر عما يريده الآخرون. لكن تلك الحجة ليست صحيحة عموما: ففي الأسواق، لا يمكنك الحصول على ما تريده دائما. يستكشف المؤلف سبب هذا ونتائجه على المستهلكين ذوي التفضيلات غير التقليدية.

Ad

عندما تكون التكاليف الثابتة كبيرة، تزوّد الأسواق فقط تلك المنتجات المرغوبة من قبل تجمعات كبيرة من الناس. ونتيجة لذلك، يكون الناس أفضل حالا- كمستهلكين- عندما يشترك معهم عدد أكبر من زملائهم المستهلكين في تفضيلاتهم بالنسبة للمنتجات. أما الجماعات الصغيرة من المستهلكين ذوي الأذواق الأقل شيوعا، مثل السود، واللاتينيين، والمصابين بأمراض نادرة، وأولئك الذين يعيشون في المناطق النائية، يجدون رضاء أقل في الأسواق. وفي بعض الحالات، يحدث استبداد فعلي من الأغلبية في أسواق المنتجات: فمن الممكن لمنتج منفرد أن يناسب مجموعة أو الأخرى من المستهلكين. فإذا كانت إحدى المجموعتين أكبر من الأخرى، فسيستهدف المنتج تلك المجموعة الأكبر، مما يجعلهم أفضل حالا- بينما يبقى الآخرون أسوأ حالا.

يصور الكتاب هذه الظواهر، مع تقديم أدلة مستقاة من مجموعة من الصناعات مثل المطاعم، والنقل الجوي، والأدوية، وأجهزة الإعلام، بما فيها البثّ الإذاعي، والصحف، والتلفزيون، والمكتبات العامة، والإنترنت.

الناشر: مطبعة جامعة هارفارد ، الولايات المتحدة الأميركية