دعا الأديب وليد المسلم مؤسسات المجتمع المدني إلى إعادة إحياء مشروع «كيف نقرأ»، للعمل على خلق مجتمع قارئ، ومعالجة واقع المكتبات العامة الكئيب والمظلم.
تناول الأديب وليد المسلم دور المكتبات العامة في المجتمعات المتطورة، ومشروعه الذي قام به سابقا «كيف نقرأ»، الذي كان يهدف الى خلق مجتمع قارئ، مشيرا في بداية حديثه الى أن «المكتبات العامة تعتبر مصدرا اساسيا للمعرفة، تضم كل ما طرح في السوق من كتب، وتعتبر المتنفس الثقافي للمجتمع، وحتى يظل المجتمع مجتمعا متطورا ومتقدما، لابد من توافر المكتبات العامة فيه وزيارتها، والتي توفر عموم الكتب، وتكون الرئة الثقافية التي يتنفس من خلالها الشعب، ومن يزور المكتبات العامة فان اختياره لكتاب في موضوع معين يكون مدخلا له لقراءة العديد من الكتب الأخرى، والتعرف إلى العديد من المراجع التي ذكرت في هذا الكتاب». وقال: «انطلاقا من ايماني بدور المكتبات العامة في اثراء المجتمعات، قمت بعمل برنامج (كيف نقرأ) الذي انطلق في عام 1999 في لجنة القراءة والكتابة التابعة للمجلس الوطني، ويهدف الى ادخال منهجية القراءة الى حياة الطفل الكويتي، من خلال الجلوس مع الاطفال لمدة خمسة اسابيع متصلة»، مشيرا إلى أن البرنامج استمر لمدة ثلاثة أعوام، وتم تنفيذه في نحو اربعة اماكن «رابطة الادباء، رابطة الاجتماعيين، الجمعية الكويتية الاقتصادية، جمعية المعلمين في الجهراء»، وضم كل مركز نحو 120 طالبا، وكان الهدف منه الخروج من الأزمة الثقافية المتمثلة بعدة مظاهر منها «أزمة نصوص، تأليف، اصدار كتب، ابداع، وعي، وازمة الابتعاد عن الكتاب والعزوف عن القراءة»، كما هدف البرنامج الى احياء اهتمام المشارك بالكتب والكلمات المطبوعة والارقام، وان يصبح الكتاب مصدرا لارضاء القارئ ومصدرا للمعلومة والتسلية، وابقاء المشارك متيقظا خلال ساعات يومه لكل ما يدور حوله، وفضل المسلم «عدم الخوض في الاسباب التي ادت الى ايقافه، والاكتفاء بالمطالبة باحيائه مرة أخرى، الأمر الذي يتم من خلال ايجاد مؤسسة تقوم بتمويله تمويلا كاملا، وتؤمن بأهمية القراءة الحقة التي تخلق ثقافة، وليست القراءة السطحية التي تفرغ الثقافة من محتواها الحقيقي».ولفت المسلم الى أن الاختلاف الجذري بين تجربة «كيف نقرأ» من جهة، والمشروع المصري «القراءة للجميع» والآخر الاميركي «تشجيع زوار المكتبات» من جهة أخرى، أن المشروعين المصري والاميركي يهتمان بالقارئ الموجود أساسا، لكن الظروف المحيطة عزلته عن القارئ رغما عنه بسبب الظروف الاقتصادية، أما بالنسبة لـ«كيف نقرأ»، «فاختلاف الظروف الموضوعية والمسببات الحقيقية للبعد عن القراءة، والذي نركز فيه على جزئية واحدة، هي العمل على صنع القارئ، من خلال اعطاء جرعات مكثفة لمنهجية جديدة في حياة الأطفال، التي تختلف عن عملية التدريس التي تقوم بها وزارة التربية».وبيّن أن «المكتبات العامة في الكويت مهجورة، وتفتقد الى القراء، ومعظم الزيارات تكون بغرض عمل بحوث جامعية، وليس من أجل القراءة والاستفادة، فليس لدينا مجتمع قارئ، ولا تعني القراءة لنا أي شيء»، مؤكدا على أن «الاسئلة الثقافية التي تطرح في البرامج التلفزيونية والاذاعية، ويعجز الكثيرون عن الاجابة عليها، تعكس مدى الجهل الذي وصل اليه الأفراد، بسبب عدم زيارة المكتبات، إذ اصبحنا لا نعرف التاريخ الا من خلال الأفلام السينمائية، والمسلسلات التلفزيونية».وناشد في نهاية حديثه ارباب الأسر العمل على صناعة قراء داخل منازلهم، من خلال تحبيب أبنائهم بالقراءة، ووضع اللبنة الأولى لصنع جيل قارئ لمستقبل أكثر اشراقا وعطاءً، بيد أنه من دون خلق مثل هذا المجتمع، فان المستقبل سيكون مظلما ليس فقط على الكويت بل على الأمة الاسلامية، خصوصا أن واقع المكتبات العامة الآن كئيب ومظلم، بسبب خلوها من الزوار».
قضايا
المسلم: المكتبات العامة في الكويت مهجورة أرى المستقبل مظلماً بسبب عدم القراءة
27-06-2008