استراتيجية التغيير

نشر في 16-12-2008
آخر تحديث 16-12-2008 | 00:00
 د. ندى سليمان المطوع إذا كان الواقع الراهن لا يُرضي الآمال، فعلينا ألا نكفَّ عن الحلم والبحث عن استراتيجية للتغيير:

• استراتيجيات انهالت على البيت الأبيض سعياً إلى التغيير الذي نادى به أوباما، وانهالت النصائح حول منطقة الشرق الأوسط، تبحث عن الأولويات: هل هي العراق؟ أم السودان؟ أم إيران؟ أم فلسطين؟ أم لبنان؟ وهل ستنقذ الاستراتيجيات أوباما من الوقوع فريسة لسياسات المواجهة؟ أم سيسعى إلى تطبيق استراتيجية الاستثمار مع قوى الاعتدال في العالمين العربي والإسلامي؟! العام القادم حتماً سيشهد تغييرا.

• متى تتغير استراتيجية ترتيب الأولويات الخاصة باهتمامات أعضاء مجلس الأمة؟ فالزوابع التي أثارها بعض النواب أخيراً وعززتها سياسة الاندفاع بلا هدف، ساهمت في تهميش دور السلطة التشريعية تجاه قضايا حيوية عديدة، منها اتفاقيات أمنية نوقشت في دول مجاورة، ومنها ما هو نووي وسلمي، ومنها ما هو فرنسي وأميركي، ومنها ما هو لحلف الأطلسي، أما البرلمان فمازال غارقاً في الشأن المحلي.

• رياح التغيير في الدساتير، تهب على المنطقة العربية، فخليجياً اجتاحت استراتيجية التغيير دولة قطر ومملكة البحرين، وعربياً مصر والجزائر، أما لبنان فأصبحت المحاصصة الطائفية نوعاً من الآليات الثابتة والمستقرة، وتناولت المراتب السياسية والإدارية، حتى توسعت تدريجياً بالتوازي مع موازين القوى السياسية الطائفية، ثم نشأت إدارات موازية لتأمين تقاسم السلطة ومنافعها. فالنموذج اللبناني أتاح حريات واسعة للجماعات، خصوصاً على صعيد الأحوال الشخصية، لكن الاتجاه التاريخي للاندماج الوطني في بنية واحدة، وهو الذي شهد أعلى درجات تطوره في سبعينيات القرن الماضي، شهد اتجاهاً معاكساً مع الحرب الأهلية، ومازال بعضهم يبحث عن الخطوط الحمراء.

• هل كان على النقابات في القطاع الخاص الانتظار طويلاً قبل إدراك تبعات الأزمة المالية العالمية، بأنها ستتطلب الاستغناء عن العمالة الوطنية وغير الوطنية؟ المطلوب المزيد من الثفاقة والوعي القانوني للعاملين في القطاع الخاص، أقول ذلك بعد أن استمعت لحديث بروفوسور كندي في كلية ماستريخت للعلوم الإدارية، حول تطوير السلوك الإداري، تطرق البروفسور إلى نظام تتبعه كندا لحماية الموظف، وذلك بتوفير لجنة ترصد قدرات الموظف وحصيلته العلمية وتساعده في إيجاد عمل

تجربة تستحق المتابعة:

• دبلوماسية التغيير التي قد تشهدها قضية الشرق الأوسط الأولى، وهي القضية الفلسطينية «بعد تعيين هيلاري وزيرة للخارجية...» ولمَ لا؟ فالسنوات الثماني التي قضتها هيلاري إلى جانب الرئيس السابق كليتنون، شهدت أحداثاً مهمة على صعيد القضية الفلسطينية... منها توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 الذي حصلت المنظمة من خلاله على حكم ذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأسفر عن تكوين سلطة فلسطينية، وتم إيقاف الصراع بين منظمة التحرير وإسرائيل، وتوقيع معاهدة وادي عربة للسلام بين الأردن وإسرائيل، ورعاية مؤتمر «واي ريفر» عام 1998، ومؤتمر كامب ديفيد عام 2000، فأعوام «زوجها» شهدت تسويات سلمية وارتبط اسمه بالقضية الفلسطينية.

وأخيراً علينا توفير الأسباب التي تشجع على الحلم... الحلم باستراتيجيات جديدة.

back to top