شريحتان مهملتان

نشر في 07-07-2008
آخر تحديث 07-07-2008 | 00:00
 مظفّر عبدالله أول العمود: ما الفرق بين الحرائق التي أصابت المستشفيات في زمن الوزيرة د. معصومة المبارك، والوزير الحالي علي البراك؟.. فكر واربح.

****

هناك شريحتان مهملتان؛ الأولى، هي من مرضى الاضطراب الجنسي، الذين استطاعوا أخيرا الوصول إلى المجلس وتحديداً إلى لجنة دراسة الظواهر السلبية البرلمانية، والتي سبق وناقشت هذا الموضوع (كظاهرة سلبية) مع عدد من الوزارات.

أما الشريحة الثانية، فهي شريحة لا تقل خطورة عن سابقتها ونعني بها العائدين من المعتقلات في الخارج، أو مَن يعودون بعد رحلات «الجهاد» في العراق أو أفغانستان من دون انتباه من أحد.

مرضى الاضطراب الجنسي هؤلاء تعرضوا لإهمال من أجهزة الدولة وحتى الجمعيات التي يفترض أنها معنية بالشأن الاجتماعي والسلوكي، وخصوصاً الدينية منها. فلم تطفُ قضيتهم على السطح، ولم تصبح مثار نقاش خجول من بعض الكتاب، إلا بعد إقرار تعديل قانون الجزاء بإضافة مادة تجرم التشبه الجنس الآخر، والتي خوّلت وزارة الداخلية القبض على المتشبهين من دون ضوابط، وخلقت بذلك مشكلة أخرى!

فهذه الفئة قد تعرضت فعلياً إلى إهمال، والمعالجة الأمنية لموضوعهم تعد أسلوباً قاصراً ما لم يتم فتح القنوات الاجتماعية والطبية والنفسية العلاجية لهم، اذ ليس المطلوب هو الخلاص منهم بإلقائهم في الشوارع والأماكن العامة، حتى نحقق رغبة بعضنا في حماية خدش أبصارهم على اعتبار أنهم نوع من «القذر الاجتماعي» الذي يجب قمعه.

الشريحة الأخرى، وهي فئة المتشددين فكرياً، ومعظمهم من الشباب اليافع، بحاجة كغيرهم إلى اهتمام واحتضان لأن مشاكلهم بدأت تحرج الدولة في علاقاتها الدبلوماسية، ولن يكون هناك تطور في قضيتهم ما لم يكونوا ضمن برامج اجتماعية ودينية وسلوكية تغير من فكرهم، أو نظرتهم لمفاهيم الجهاد وإنكار المنكر في دولة القانون.

خلية «أسود الجزيرة» ضمت متهمين فاقوا الثلاثين فرداً معظمهم في الثلاثينيات من عمرهم، ونال معظمهم حكم ادانة باستثناء 7 منهم فقط تمت تبرئتهم، وأخيراً كانت العملية الانتحارية التي قادها يافع قادم من غوانتانامو في مدينة الموصل العراقية، والتي قتل فيها مسلمين من بنى جلدته، وقُتل هو الآخر، وأثر كذلك على جهود الإفراج عن الكويتيين الباقين في غوانتانامو، من زملائه.

هذه الظواهر التي طرأت على المجتمع الكويتي بسبب القلق السياسي والاجتماعي الذي تعيشه منطقة الخليج برمتها، بحاجة إلى عمل ومراقبة وبرامج توعية، وإهمال المعالجة سيعرضنا لمخاطر اجتماعية جدية يتعين علينا وقفها.

back to top