أحاول أن أكتب لأصدقائي... جميع أصدقائي، من كانوا، والذين مازالوا، وأولئك الذين لم ألتق ِبهم بعد!
أكتب لأصدقائي الذين خذلوني خلال الطريق، وأولئك الذين خذلتهم عند نقطة ما من المشوار، أصدقائي الذين تفيّأتهم ساعة هجير، وأولئك الذين تفيّأوني ذات رمضاء، أصدقائي الذين قبضوا على صداقتي رغم إحساسهم بأنهم كالقابض على جمرة في راحة يده، على أمل أن تذوب حرارة تلك الجمرة في راحة أرواحهم! أصدقائي الذين قبلوني رغم عيوبي، وأولئك الذين تركوني رغم حسناتي! أصدقائي الذين شاركتهم الكثير... الكثير من سنوات العمر، وأولئك الذين تقاسمت معهم القليل... القليل من تفاصيل الحياة. أيام قليلة وأحتفي بكل هؤلاء، سأدعوهم جميعا يوم الأحد القادم تحت سقف القلب، سأوزع عليهم أقداحا معبأة من شراب الذكريات، وسأوقد شموع اللحظات التي أضاءتنا معا، سأشاركهم حلوى الأوقات السعيدة التي ملأنا بها حقائبنا المدرسية، مثلما ملأناها بأقلام الرصاص، والكراريس وعلب الألوان، عندما كنا أطفالا نجلس خلف مقاعد مدرسة الحياة لنتعلم، ونتهجأ أبجدياتها. أيام قليلة... وأفرش لهؤلاء جميعا عباءة الروح ليجلسوا عليها، ويعطروها بشذى مواقفهم الرائعة معي، ويطرّزوها بالدفء والحب الذي اعتدته منهم. سأفتح معهم صناديق الذكريات لتتطاير منها ضحكاتنا التي وشّيناها معا بنبضنا وشغبنا البريء أحيانا، سنتبادل الأحاديث التي صمتنا لسبب أو لآخر عنها قبل أن تكتمل. يوم الأحد القادم الموافق 25 مايو الاحتفال العالمي بيوم الصداقة، وخلال هذا اليوم سأصلّي شكرا لله أن وهبني هؤلاء الاصدقاء الرائعين... هؤلاء الذين كانوا لي وطنا رحبا، مليئا بالأهل والأحبة والأمان، هؤلاء الذين مسحوا على رأس حزني في لحظات أفتقدت بها لمسة حنان، وهؤلاء الذين أصغوا لنحيب روحي ذات مساء ظننت فيه أنني وحيد، وأن البرد سيلتهم أنفاسي، نفساً نفساً. سأخصص يوم الأحد القادم لشكر ربي أن أعطاني نعمة الأصدقاء الذين مروا في حياتي، وعمّروها بالشجر الوارف والأزهار والشموس والحياة المبهجة، سأرتّل في حضرة كل أصدقائي الذين سأكون معهم ذلك اليوم آيات الشكر والعرفان لوجودهم في حياتي، وسأضمّن كل مشاعري تجاههم في بطاقات ناعمة جذابة دافئة تشبههم، وسأرسلها إلى عناوينهم الدائمة في قلبي، وستحمل كل بطاقة وردة حب صادقة. شكرا لكم أصدقائي... شكرا لكم جميعا بلا إستثناء... أنتم يا من امتدت سنوات صداقتي معكم سنوات وسنوات، وأنتم يا من بقي عمر صداقتي معكم أقصر مما يجب، كلكم على حدّ سواء... أنتم يا من كانت صداقتي معكم كورقة يانصيب تحدث مرة واحدة في العمر ومن النادر أن تتكرر، أنتم يا من صداقتي معكم أشبه بصدقة جارية أقطف ثمرها ما حييت... شكرا لكم... شكرا لحضوركم مسبقا، وأستميحكم عذرا أصدقائي الأعزاء... أنني في ذلك اليوم سأحتفي بشكل خاص بطلال الرشيد، ليعلم أنه وإن رحل، لم يزَل، وأنه سيبقى في القلب، واسمحوا لدموعي أن تعبّر فرحا برؤيته بينكم ذلك اليوم. طلال الرشيد... أرجوك لا تتخلف عن الحضور في 25 مايو القادم، أعددت لحضورك فرحا خاصا يليق بك، ولن تتصوّر كم أنا مشتاق إليك، وفي أمسّ الحاجة إلى وجودك في ذلك اليوم تحديداً.
توابل - الرواق
زمان الطيب في 25 مايو القادم!
23-05-2008