خذ وخل: من ينقذ القرية التراثية؟!

نشر في 11-01-2009
آخر تحديث 11-01-2009 | 00:00
 سليمان الفهد احترنا من موقف الحكومة الرشيدة بشأن لا مبالاتها بالثقافة والفنون والآداب! ظانةً أن وجود المجلس الوطني المعني بها حاليا، يكفي ويزيد ولله الحمد! متناسية أن هذه المؤسسة الثقافية: تحجمت وتقزمت، مقارنة بإنجازها وفعلها، خلال الثلاثين سنة التي تلت إنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أقول ذلك كله: لكوني أعرف أن الفنان الكبير «عبدالحسين عبدالرضا» حاول إنشاء مسرح من حرّ ماله الخاص، لكن الجهات المختصة رفضت طلبه، زد على ذلك أن المسارح الأهلية الرائدة (المسرح الشعبي، المسرح العربي، المسرح الكويتي، مسرح الخليج)، وعدتها الجهة المعنية منذ سنوات طويلة بتخصيص أراضٍ لمقارها ودور عرضها المسرحي، لكن الوعد «عرقوبي» يرقد في أدراج النسيان، وأضابير الإهمال واللامبالاه! وسوف أسوق الدليل الواضح، والبرهان الفاضح المدللين على أنها (الرشيدة ما غيرها) لا ترحم، ولا تريد لمبادرة الناشطين المسرحيين وغيرهم القيام بإنشاء المسارح ودور السينما المحتكرة، وغيرها من المرافق «المكربسة» للثقافة والفنون والآداب، التي تردف فعل المجلس الوطني الذي ليس له من اسمه نصيب!

إن الهيئة العامة للزراعة: لن تضار خططها ومشاريعها حين تستثني «القرية التراثية» كرمى للتراث الوطني، لاسيما أن القرية أصبحت فضاءً سياحياً ترويحياً، تؤمه العائلات بمعية الأطفال والصبيان، لممارسة اللعب بالألعاب التراثية الوطنية التي كانت حاضرة في الساحات الترابية في الديرة العتيقة، فضلاً عن توظيفها لتصوير المسلسلات والبرامج التلفزيونية، كما نوهت آنفاً.

إن بلديات بعض الأقطار العربية تنشئ المسارح ودور العرض المسرحية والموسيقية مثل «المسرح البلدي» بالدار البيضاء في المملكة المغربية، وحديقة الأزبكية، بميدان العتبة الخضراء في القاهرة التي كانت تغني فيها أم كلثوم، وأنشئ داخلها المسرح القومي، فضلا عن مسرح العرائس وغيره، وحول سورها معرض دائم للكتب المتنوعة ذات الأسعار الرخيصة.

إن استثناء «القرية التراثية» من لوائح الهيئة «البيروقراطية» سيجيّر لمصلحة الهيئة نفسها، ذلك أن اللوائح دبجت لمصلحة عامة الناس بداهة.

من هنا نتمنى على سمو رئيس الوزراء استثناء القرية وإنقاذها من البيروقراطية الإدارية الجامدة، لاسيما أن مولى القرية ومالكها: فنان «ملا ومطوع» «وخلوق» وملتح يؤمن بأن الفن حلال، والحرام يكمن في تغييب القرية!

ومن حق وواجب المجلس الوطني للثقافة الوقوف إلى جانب استمرار حضور القرية، لأنها المكان الوحيد في البلاد الذي يوفر لمنتجي المسلسلات التلفزيونية مساحة تراثية درامية، تجنبهم عناء السفر إلى خارج حدود الوطن، حيث يوجد المعمار التراثي المضاهي لعمارة الكويت العتيقة... والكاتب يعرف أن سمو رئيس الوزراء، مشغول جدا هذه الأيام، بمخاض ولادة الوزارة الجديدة، التي نرجو أن تكون طبيعية غير «قيصرية» وذات عمر طويل، يمكّنها من الفعل والإنجاز شريطة أن تكون خالية من الوزراء «الخداج»! لكن القرية تستأهل منه، رغم ازدحام أجندته بالتحديات ذات الأولوية القصوى، الاهتمام والرعاية اللذين لا يتجاوزان مسألة منحها رخصة البقاء والاستمرار، دون خشية من «فوبيا» الاستجوابات إياها! ولا بأس على سمو الرئيس من استجواب قد يشهره أحد كارهي الفنون والآداب والثقافة، كما تبدّى في طلب بعض أصحاب المدارس الخاصة، بإلغاء تدريس مادة التربية الموسيقية!

حقاً كم أن في الكويت من المضحكات بالإذن من عمنا «أبو الطيب المتنبي» ومصر المحروسة التي تحظى بالصيت بينما بلادنا تتسم بالفعل!

back to top