قبل حادثة التفجير الغبية الإرهابية التي نفذها في مدينة الموصل عبدالله العجمي العائد من غوانتانامو، كان موقف اللجنة الشعبية الكويتية التي تدافع عن الباقين هناك وتطالب بالإفراج عنهـم يتسم بكونه موقفاً أقوى وأكثر إقناعاً محليا ولأميركا معاً، أما الآن فإن الموقفين الشعبي والرسمي قد شابهما الكثير من الارتباك والاهتزاز.أول العمود: هناك مرشحون يفهمون في كل شيء... لماذا لا نعيّنهم في المجلس ونعدّل الدستور من أجل ذلك ليدخلوه من دون انتخاب؟!
***
مـن بين ما يقارب الـ500 شخص معتقل في قاعدة غوانتانامو السيئة السمعة، كان بينهم 12 كويتياً، تقلص عددهم ليصل اليوم إلى أربعة فقط بفضل جهود الدبلوماسية الكويتيـة، ودعم وتحـرك لا محدود من قبل سمو الأميـر منذ أن كـان رئيساً لمجلس الوزراء.
وبفضل هذه الدبلوماسية خاضت الكويت معارك قانونية كلّفت جهداً ومالاً من أجل الإفراج عـن أبنائنا هنـاك، ويأتي حادث التفجير الإرهابي الذي نفذه في مدينة الموصل عبدالله العجمي العائد من غوانتانامو، وقد توفي في الحادث مع ناصر الدوسري الأسبوع الماضي ليعيد جهود الدبلوماسية الكويتية إلى المربـع رقـم واحد.
الإفراج عن الثمانية من معتقل غوانتانامو تم بشق الأنفـس، وفرضت الولايات المتحدة شروطاً قاسيـة كما هي حال أغلب من أفرجت عنهم من رعايا الدول الأخرى، فطلبت محاكمتهم ومراقبتهم من قبل الأجهزة الوطنية. وإلى ما قبل حادث الموصل، كانـت الأمور تسيـر في ميزان الكويت ولمصلحتهـا، فالقضـاء الوطني بـرّأ من تم الإفراج عنهـم، وكانت تلـك إشارة استطـاع المدافعون عنهـم وعن الباقين أن يستندوا إليها في دحض الادعاءات الأميركية بقذفهم بتهـم الإرهاب والضلوع في محاربة القوات الأميركيـة في أفغانستان ودول أخرى.
بل يمكن القول إنه وقبل حادثة التفجير الغبية تلك، كان موقف اللجنة الشعبية الكويتية التي تدافع عن الباقين هناك وتطالب بالإفراج عنهـم يتسم بكونه موقفاً أقوى وأكثر إقناعاً محليا ولأميركا معاً. أما الآن فإن الموقفين الشعبي والرسمي قد شابهما الكثير من الارتباك والاهتزاز، بحيث يتطلب الأمر إعادة بناء أجواء من الثقة ستكلّف وقتاً طويلاً، هذا عدا الموقف المحرج الذي ستجد الدبلوماسية الكويتية نفسها فيه اليـوم بعد هذا التصرف الأرعن.
والآن، ما ذنب الباقين في غوانتانامو؟ ولماذا تتحمـل حكومتنـا ضغـوطاً ومواقف حرجة بسـبب تصرفـات غير مسؤولة؟
حسبنـا الله ونعم الوكيـل.