رحيل عاشق التراث... فاضل مقامس
غيّب الموت الفنان فاضل مقامس بعد صراع طويل مع المرض، وكان في أواخر أيامه مهتماً بمتحفه التراثي الفني الخاص به الذي يحتوي على العديد من الكتب القديمة والنادرة المختصة بالفن والصور والاسطوانات والعديد من الأعمال الغنائية المحلية والخليجية والعربية.الراحل فاضل مقامس من مواليد عام 1928 في فريج القروية، الأخ الوسط لثلاثة أشقاء، درس في المدارس الاهلية عند ملا بلال أوائل الثلاثينيات، ثم مدرسة زكريا وبعدها ملا عثمان، درس في المدرسة الجعفرية ثم في مدرسة ملا حمادة، عمل مع والده في التجارة أثناء دراسته وعمره لا يتجاوز 11 عاماً.
المرواسعشق الموسيقى منذ الصغر، وتعلق بها حيث كان مع مجموعة من الأصدقاء يتابع جلسات السمر والحفلات، وبعد أن ادخر بعض المال مع أصدقائه جلب المطرب الشعبي الكفيف نجم بن غيث ليغني بمصاحبة العود، أما مقامس وأصدقاؤه فكانوا يمسكون الايقاع المتمثل في المرواس، وفي عام 1949 بحث عن مكان ليزاول فيه هوايته مع أصدقائه فاستأجر مكانا في براحة بن حسين، ثم انتقل إلى مكان آخر بجوار وزارة الإعلام الذي يعتبر نادياً للفن تأتيه مجموعة من الفنانين مثل حمد خليفة وعوض دوخي، وازداد تعلق مقامس بالأغنيات وأصبح مولعا بالايقاع خاصة المرواس، فاختار اسماً فنياً هو «بوصقر» خوفاً من والده الذي كان معارضاً للفن.وعرف مقامس باسم بوصقر الذي كان «يروّس» في العديد من الحفلات، وقد أطلق عليه لقب «ملك المرواس» لإجادته الضرب عليه، وقد شارك العديد من المطربين المشهورين في تلك المرحلة مثل يوسف فوني وعبدالله أبو شيخة من البحرين.ولولعه بفن الصوت المرتبط بالمرواس فقد سافر إلى النيبار للتعرف على كيفية صنع المرواس. صديق الفنانينوكان الراحل صديقاً للمطربين أمثال محمد زويد وأحمد الجميري وابراهيم حبيب ومحمد عبده وسعود العروج وعوض دوخي وغيرهم، حيث كان يجمعهم حب الفن والطرب دون أهداف مادية، ثم توطدت علاقته بفنانين كثر مثل نجاة الصغيرة وشكوكو وبليغ حمدي ومحمد الموجي وأحمد فؤاد حسن وشريفة فاضل وأم كلثوم وفريد الأطرش.بعد التحرير تفرغ الراحل مقامس لانشاء متحفه الخاص الذي يحتوي على كتب نادرة جمعها أثناء أسفاره والاسطوانات البدائية مثل اسطوانات الحجر، وأغنيات قديمة لمحمد عبدالوهاب وأخرى من اليمن ولبنان.كما يضم المتحف الصور التذكارية لكل نجوم العالم العربي كرياض السنباطي ومحمد القصبجي.واهتم مقامس بالبحث ودراسة الفنون البحرية والبرية، وأصدر كتابين من إعداد الزميل صالح الغريب عن ذكرياته الفنية. رحم الله عاشق التراث فاضل مقامس وأسكنه فسيح جناته.