إنهم ليوث حيدر وليسوا حملة بنادق للإيجار!
![محمد صادق الحسيني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461780051312990300/1461780065000/1280x960.jpg)
إن هؤلاء المستنفرين أو المستفزين على خلفية التصريحات الآنفة الذكر، هم الذين اعتبروا أنفسهم أنهم المستهدفون في اتفاق المصالحة اللبنانية في الدوحة، وأنهم لم يتلقوا سوى الخيبة حصاداً لممارساتهم وسياساتهم السابقة، وأنهم خسروا الرهان تلو الرهان، بل كاد «صلح الدوحة» الشهير أن يتحول بمنزلة رصاصة الرحمة ضد مشاريعهم الاستئصالية كافة!إن هؤلاء المقطوعين من شجرة الأمة ظنوا للحظة أن المقاومين سيتأثرون بالمفاوضات السورية الإسرائيلية، مثلاً، أو بأجواء التهدئة بين «حماس» وإسرائيل، أو بأجواء المصالحة الوطنية الحقيقية التي أرادها ولايزال يصر عليها الشرفاء اللبنانيون كلهم، وهم الأكثرية الساحقة في الشعب اللبناني، فيتقدمون طواعية بتسليم سلاحهم إلى السيد الأميركي ويضعون خياراتهم بعهدة المتعاملين معه!لهؤلاء نقول: لقد خاب فألكم، فالمقاومون الشرفاء هؤلاء لا يحملون بندقية للإيجار! والمقاومون الأطهار هؤلاء لم يستندوا يوماً إلى معادلة دولية أو إقليمية ظرفية، وإلا ما كانوا بدأوا المقاومة أصلاً يوم كان عملهم يصنف في خيارات الجنون واللامعقول! ثم ان هؤلاء الموسومين بأطهر الناس وأشرف الناس، هم مجتمع مقاومة تمتد جذوره إلى أيام الإمام المغيب موسى الصدر وأبطال المقاومة الشعبية ضد المستعمر الفرنسي من أمثال أدهم خنجر وصادق حمزة وعبد الحسين شرف الدين، إذا لم يكن أبعد مدى ليمتد فيلتحم بالعهد الراشدي المسدد من البدريين والحسينيين والطالبيين والهاشميين!ألمثل هؤلاء يقال إنهم عملاء لمعادلة إقليمية أو دولية ظرفية طارئة تظن آنسة بائسة يائسة من آنسات «الشرق الأوسط الجديد» أن بإمكانها أن تسحب البساط من تحت أرجلهم المنغرسة في الأرض المقدسة؟!ألم تسمعوا أو تقرأوا حكايات التاريخ القريب والبعيد عمَن يسميهم الإعلام الحربي للمقاومة بـ«ليوث حيدر»؟!نعم... إن هؤلاء عملاء! لكنهم عملاء غير متقلبين، وثابتين في عمالتهم لوطنهم اللبناني الذي يعشقون، ولترابه الذي فيه ينغرسون! وعملاء لدينهم وقيمهم السامية التي بها يعتقدون ويتمسكون! وبالتالي... فإن ما قالوه هو الحد الأدنى الذي به يطالبون، وإلا فإن جموع الأمة التي سبق الإشارة إليها ستلجأ إلى خيارات قد يصبح معها السيطرة حتى على مشاعر أطفال بعض أمراء المنطقة الذين يطالبون آباءهم بإرسالهم للقتال في صفوف «جيش الرايات الصفراء» في إشارة الى جيش «حزب الله» -كما ينقل أحد الأمراء- أمراً مستحيلاً، فكيف بالسيطرة على جموع الكتل الجماهيرية الكبرى من المحازبين والأنصار المنتشرين في كل قرية وشارع وزقاق!* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي- الإيراني