من هو أحمد عز... الكويت؟!

نشر في 11-02-2009
آخر تحديث 11-02-2009 | 00:00
 عبدالمحسن جمعة السيد أحمد عز رجل الأعمال، وعضو الحزب الوطني المصري، والنائب، ورئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس الشعب، يشغل الساحة والإعلام القاهري بسبب ما يمتلكه من نفوذ وقوة في فرض القرار، والصحافة هناك تسميه بـ«طفل الحزب الوطني المدلل»، وكذلك «إمبراطور الحديد».

كانت آخر «كراماته»* عندما اعترض على عقوبة السجن للمصانع التي تلوث الهواء ونهر النيل في قانون البيئة المهم لحماية مصر من حالة التلوث البيئي الخطيرة المتفشية هناك، وهو القانون الذي أقره مجلس الشعب أخيراً، حيث ألغيت العقوبة واكتُفي بالغرامة المالية، ولاحقاً وقف عز في البرلمان المصري المكون من 440 عضواً، وتحدى وزير العدل القاضي السابق المخضرم الذي رفض بعض تعديلات قانون التقاضي الجديد، وقال له: «هيمشي... يعني هيمشي»!

ظاهرة رجال المال والأعمال «السوبر» الموجودة في كل مكان في الاقتصاد والحياة العامة والسياسة في الدول العربية، هي ظاهرة منتشرة منذ دخلت بـ«الفهلوة» إلى عصر الانفتاح واقتصاد السوق والخصخصة، فالنخب الحاكمة وجدت في ذلك العصر ضالتها لتكريس سطوتها إلى جانب الأمن والعسكر بالمال ورجاله، فشرَّعت قوانين اقتصاد السوق كالبطة العرجاء، لتمنح صاحب رأس المال كل شيء، ولتتوقف عن إصدار القوانين التي تحمي المجتمع؛ كحماية المستهلك، ونظم حماية العمال، ومنع الاحتكار وحرية تداول المعلومات، وغيرها من القوانين المدنية التي تحقق التوازن وتجعل اقتصادها يسير متزنا على قدمين قويتين وصحيحتين.

وفي الكويت لدينا نموذج من «أحمد عز»... فإذا خرجت من بيتك صباحاً وجدت آليات ومعدات مَن يعملون في تمديد الخدمات وصيانتها في الأحياء تحمل اسمه... وإذا فتحت الصحيفة اليومية وجدت صورته البهية تتصدر الحدث السياسي... وعندما تلاحق الموقع الإلكتروني للبورصة تجد أخبار شركاته تصنع الحدث فيها... وإذا اكتشفت في بيتك إحدى الخدمات العامة قد تعطلت، فتتصل بالشكاوى وإذ باسمه على ظهور عمال الصيانة «يتمخترون» في «حوش» بيتك... حتى أنك تذهب لتحصل على قيلولتك، فيخرج لك في الحلم مزمجراً: «أنا قدرك الذي لا مفر منه... كل مفاتيح اللعبة بيدي... والله يعز الحكومة».

***

لجنة الشؤون التشريعية في مجلس الأمة رفضت الأسبوع الماضي الاقتراحات النيابية جميعها المقدمة والخاصة بإنشاء مرجعيات أهلية أو مختلطة بين الحكومة والقطاع الأهلي لحماية المستهلك، رغم الأحداث التي مرت على البلاد خلال الفترة الماضية التي تتعلق بغلاء الأسعار، والغش التجاري، وفشل إدارة حماية المستهلك الحكومية في التصدي لتلك الظواهر... رغم ذلك كله، فإن هذه المقترحات لم ترَ النور منذ بداية تقديمها في السبعينيات من القرن الماضي.

فمن هم أصحاب النفوذ والسطوة أو «العزوات»- نسبة لنموذج أحمد عز- الذين تمكنوا خلال 30 سنة الماضية من حرمان المجتمع الكويتي من كل أشكال الحماية المهمة له طوال تلك الفترة الطويلة، حتى يومنا هذا؟!

* كرامات: هي الفعل الخارق باللهجة العامية المصرية.

back to top