يقال إن القمة الاقتصادية العربية ستعقد في موعدها في الكويت، وقمتنا هذه ليست ككل القمم، حيث ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه، فتسارع الاحداث وتداعياتها قد يؤدي الى «سقوط حر» لتلك القمة الى الهاوية.

Ad

فعلى المستوى الداخلي تم تجميد كل الحراك السياسي منذ ما يزيد على الشهرين لما بعد القمة، وتكونت نظرية وجماعة يمكن ان نطلق عليها جماعة «الفرج بعد المؤتمر»، وتستند إلى انه حالما ينتهي المؤتمر فإنه سيتم حل المجلس ويعلق الدستور لمدة سنتين، أما لماذا لا يتم ذلك قبل المؤتمر فترى الجماعة اياها أنه من العيب ان ننكشف على الضيوف، «واللي اختشوا ماتوا»، يضاف الى تعقيدات المؤتمر ايضا مطالبة 21 نائبا بعدم استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

أما على المستوى الاكثر تعقيدا فإنه في حال عقدت القمة الطارئة في الدوحة، فإنه من المؤكد أن دولا بعينها وعلى رأسها مصر والسعودية قد لا تشارك او قد تخفض مستوى تمثيلها، وسيترتب على ذلك ان القمة الاقتصادية في الكويت ستلقى مصيرا مشابها، حيث لن تحضر دول عربية اخرى للكويت او في احسن الاحوال ستخفض مستوى تمثيلها، وبالتالي لن تخرج القمة الطارئة بإجراء يذكر لحقن دماء الابرياء وإيقاف العدوان الاسرائيلي دون مشاركة السعودية ومصر، كما لن تخرج قمة الكويت بشيء يذكر، ويكفي ان يكون الخلاف الجوهري يدور حول 48 ساعة فقط لا غير.

اقول قولي هذا وعدد الشهداء في غزة قد قارب الالف، إذ يبدو ان كل شيء يتجه الى النزول والانخفاض في العالم، الا عدد الضحايا وكمية الدماء النازفة.

وعلى أي حال فإن السؤال المطروح يبقى، ما جدوى القمم العربية اصلا حتى تتحول الى موضوع خلافي؟ وكأن بعض العرب يريد ان يغسل يده من المسؤولية بحرصه وتأييده على عقد قمة طارئة ليضيف في سيرته الذاتية أنه لم يتوان عن دعم غزة في الوقت الذي تخاذل فيه المتخاذلون وربما الخونة والعملاء حتى.

هل نتوقع مثلا ان تخرج القمة الطارئة او الاقتصادية بقرارات، كإعلان الحرب على اسرائيل مثلا؟ ام الضغط على الدول التي ترتبط بإسرائيل بعلاقات ايا كان مستواها بقطع تلك العلاقات؟ ام انها ستنتهي الى تشكيل لجنة متابعة رباعية وربما خماسية او سداسية الاضلاع لكي تنعكس صورة النجمة السداسية فتصبح هي المرآة الحقيقية لما يجري.

مؤتمرات القمة برمتها هي مضيعة للوقت والمال والاعصاب سواء أكانت طارئة ام عادية ام بين بين، فالنظام العربي قد سقط منذ زمن بعيد وليرحم الله الضحايا الابرياء ولا حول ولا قوة الا بالله.

لا شك أن هناك عبئا كبيرا يقع على الدبلوماسية الكويتية لإنقاذ القمة من حيث الشكل، القمم العربية هي قمم شكلية وهي في احسن احوالها جلسات تعارف بين القادة العرب، وهو ما لن ينقذ غزة ولا فلسطين.