آمال هم يستحقونها... ونحن كذلك
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
ولايزال أمامنا متسع من الوقت كي نعبث ونتخبّط قبل نضوب النفط والمناديل. لايزال أمامنا متسع من الوقت كي "نمرد" الفوائض المالية مردا مبينا على طريقة "هات وخذ"، لك الرأس ولي الفخذ. لايزال أمامنا متسع من الوقت كي نخرج للأجيال المقبلة ألسنتنا بعدما رمينا أوراق التوت وأخرجنا للأجيال الحالية أعضاء أخرى من أجسادنا. وغاية مناي، بعدما فقدت الأمل في كل شيء في الكويت من الغلاف إلى الغلاف، أن أعيش إلى الجيل الثالث، وأن أستمع إلى حديث ابن حفيدي عن أبناء جيلي وما فعلناه به وبأبناء جيله... يا رب، إن كنت ستأخذ روحي قبل ذلك، فأحيني مرة أخرى بعدما يحصل ابن حفيدي على فيزا للعمل سائقاً في دولة قطر، لن أتأخر والله العظيم، هي مسافة السكة، من القبر إلى منزل كفيل ابن حفيدي في الدوحة لأخبره أن ما حصل في الكويت لا ذنب لنا نحن عامة الشعب فيه، وأن العابثين هم قلة قليلة فقط تحكمت في مقدرات الدولة، فاشترت نوابا وكتّابا وصحفا وسكاكين حادة، وهات يا تقطيع في الفوائض وتخزين في الجيوب، فورثتم أنتم الكويت كما هي الآن، مسرح كبير تعزف عليه البومة ألحانها، فلا مستشفيات ولا مدارس ولا طرق ولا بنية تحتية مثل البشر... دونك يا ابن حفيدي صور العابثين فابصق عليها وعليهم بكل ما أوتيت من ألم. ابصق عليهم بضمير فهم يستحقون. ابصق على من أساء إلى الكويت من أبنائها يا ولدي... وسامحنا، أو صب لعناتك علينا، نحن عامة الشعب الذين تركناهم يهتكون عرض الكويت وهي تصرخ، تستنجد، تستفزع نخواتنا، وتظاهرنا بأننا نبحث عن طبيب أنف وأذن وحنجرة... فادّخر لنا بصقة على ذوقك. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء