علشانهم... صلوح ملوح اللي يدل بيته يروح

نشر في 06-03-2009
آخر تحديث 06-03-2009 | 00:00
 عبدالمحسن جمعة «صلوح... ملوح إللي يدل بيته يروح»... نواب الأمة وفقاً للمعلومات التي تداولوها عن قرب حل المجلس، يحق عليهم هذه الصيحة التي يهتف بها صبيان الفريج بعد أن يتم فض «هوشة» أو اشتباك لفظي، ليذهب طرفا العراك إلى منازلهم ولينفض الحدث وينتهي «عوار الراس» والقلق.

حدس «سووها»، وقالوا للنواب والحكومة «صلوح.. ملوح» بعد تقديمهم لاستجواب ثانٍ في غضون أقل من 24 ساعة من استجواب النائب فيصل المسلم لرئيس الحكومة... و«طز» في «علشانهم»؛ شعار برنامجهم الانتخابي الذي ملأ الصحف والتلفزيونات في مثل هذا الوقت من العام الماضي... وأعطوا فيه المن والسلوى للناخبين ببناء المستشفيات والطرق والمدارس والمترو والمدن الإسكانية، وتوزيع الفوائض المالية من خلال التنمية الشاملة، والإصلاح عبر قوانين عدة منها كشف الذمة المالية للقياديين في الدولة.

فماذا حدث بعد ذلك؟... لم يحدث شيء. كانوا أول من أعادوا احتلال المقعد الوزاري، والتنافس مع السلف على من يكون الأقرب للسّلطة وكلمته مسموعة لديها أكثر، وحافظوا على سيطرتهم على وزارة الأوقاف، والأمانة العامة للوقف، وبيت الزكاة، وجامعة الكويت، وهيئة التعليم التطبيقي... والقائمة تطول. وظلت مؤسساتهم المالية تحظى بالحماية والحظوة لدى صاحب القرار.

نواب «حدس» الثلاثة وأقدمهم د. ناصر الصانع، وأحدثهم عبدالعزيز الشايجي، ود. جمعان الحربش، لم يبروا بشيء من وعود «علشانهم»... وكانوا يستطيعون. فمبادرة الإنجاز التي أقرها المجلس في يونيو الماضي وتتضمن المشاريع الكبرى كافة التي ذكروها في أحد محاور استجوابهم، لم يتحمسوا لها ولم يتابعوها رغم إقرار المجلس لها وإلزام الحكومة بتقديم تقرير يبين إنجازها لهذه المشاريع في أكتوبر الماضي، وهو مالم تلتزم به الحكومة. ولم تقدم الحكومة تقريرها، فلم يتحرك نواب «علشانهم» ولم يحركوا ساكناً حتى «سُرح» وزيرهم، فثارت ثائرتهم وتذكروا الأدوات الدستورية ومشاريع «علشانهم» التنموية الكبرى!

وكنا نتمنى، بدلا من أن يدبك نوابهم في دمشق من أجل غزة ويعتصموا في ساحة الإرادة ويطالبوا بجلسة خاصة لمناصرتها، وجودهم أمام نصب مستشفى جنوب السرة المعطل إنجازه، معتصمين ومزلزلين الأرض من تحتهم لإجبار أجهزة الدولة على إنجازها، ليخففوا عن الأسر الكويتية التي استنزفت مداخيلها في المستشفيات والعيادات الخاصة، وفقد بعضهم أعزاء لهم لعدم توافر غرف عمليات وعناية مركزة.

بعد ذلك لا أدري ماذا سيكون شعار نواب «حدس» في الانتخابات الجديدة المرتقبة؟ فهل سيعاودون اللعب على عواطف ووتر الدين عند الناخبين مرةً أخرى؟ لذا أتمنى أن تكون صيحة أصحاب الدواوين في دوائرهم الانتخابية في وجوههم عندما يدخلونها «صلوح.. ملوح.. اللي يدل بيته يروح»!

back to top