أولاً: أهنئ القاصّة المبدعة استبرق أحمد على هذه الثقة الجميلة التي نالتها من زملائها الكتّاب والأدباء في الانتخابات الأخيرة لرابطة الأدباء، وهو فوز يحمل الكثير من المعاني التي سأعود إليها لاحقا.

Ad

ثانياً: أُكبِر في الشاعر الزميل نشمي مهنا تنازله الجميل لزميله عيدان، بعد تساويهما في الأصوات، وهو إيثار جميل يؤكد أن المقعد الاداري ليس هدفا بحد ذاته.

ثالثاً: أهنئ مجلس الرابطة الجديد الذي عليه مهمات تحريك الراكد في الساحة الثقافية، واحتضان أفكار جديدة من شأنها تغيير ملامح الوضع الثقافي للرابطة، وكسر الرتابة التي سادت فترة طويلة.

أعود الآن الى مناسبة المقال والسؤال الذي بقي معلقا من دون اجابة: «ماذا يعني اكتساح استبرق أحمد للأصوات وهي تمثل قائمة قوامها ثلاث شخصيات خسرت مقعدا واحدا؟»

ليست مفاجأة أن يفوز خالد رمضان وليلى العثمان بالانتخابات. فالاثنان يحملان ارثا طويلا وتاريخا في العمل الثقافي لا يمكن تجاهله أو انكاره، وكلاهما مارس العمل في ادارة مجلس الرابطة في زمن سابق لهذا الزمن، ولو فاز أي منهما بالعدد الأكبر من الأصوات لما كان الموضوع بحاجة الى تعليق، لكنهما دخلا في قائمة منافسة ومكتملة العدد تضم بالاضافة إليهما عناصر شابة من الجيل اللاحق، وهي عناصر ربما أكثر خبرة أدبية من استبرق وزملائها في القائمة الأخرى.

اكتساح استبرق له دلالات مهمة سنرى نتائجها في مستقبل الرابطة القريب، التي سيتغير بناؤها الهيكلي الذي كرسته السنوات الطويلة، إذ سيحل الدم الشاب بديلا لرجالات الرابطة الذين قدموا كل ما لديهم وربما هم أيضا صوتوا لهذا الجديد الذي فرض صوته واستحق أن ينال مساحة من الثقة، يحقق بها أحلامه وطموحاته، لأن القراءة المنطقية لأي نتيجة انتخابية مشابهة تؤكد أن استبرق أخذت أصواتا من الجيلين اللذين تضمهما الرابطة.

الشباب الذين يضمهم مجلس ادارة الرابطة من القائمتين، عليهم أن ينتبهوا الى قضية مهمة هي أن الجميع سيرفع يديه عنهم اذا لم يحققوا نقلة نوعية في العمل الثقافي المستقبلي، وليس بامكانهم أن يرددوا ذات الأعذار التي استمعوا اليها من غيرهم، فليست الامكانات المادية هي وحدها التي تعيق العمل الثقافي، لكن النية الصادقة لايجاد عمل ثقافي.

بنظرة سريعة الى شخصيات المجلس الجديد، نلاحظ أن المجلس يضم الأمين القديم/الجديد خالد رمضان، وهو شخصية دمثة الخلق يمكن التعامل معها بسهولة له خبرة سابقة في المنصب ذاته، ليلى العثمان أقرب الى الشباب وطموحه، وبالمناسبة كنت أتمنى أن تفوز بمنصب الأمين العام لنشهد تغيرا جديدا، عقيل العيدان وميس العثمان واستبرق ودبشه والحميدي هم العناصر الشابة، ولعقيل وميس تجارب في العمل الثقافي في أكثر من موقع، وبامكانهما تجسيد تلك التجارب في أجواء الرابطة، استبرق شعلة النشاط التي عملت في المجلس السابق والتي نالت الثقة بناء على ذلك الجهد الجميل، صلاح دبشه اضافة جديدة له طموحات شعرية ونقدية وعلاقات طيبة في الوسط الثقافي.

محصلة القول إن المجلس الجديد ان فشل ففشله لن يُلقى الا على هؤلاء الشباب الذين انبروا للعمل الثقافي، وطالبوا بفرصة وحصلوا عليها، اكتساح استبرق وزملائها ان لم يتعامل معه هؤلاء الشباب بحذر ويقدموا كل ما لديهم من طاقات بعيدا عن حب الذات وخلق معسكرات موالية ومناهضة، فاني أؤكد لهم أن سكاكين لا حصر لها تُسنّ لهم وربما من أقرب الناس اليهم.

بقيت كلمة أوجهها إليهم، وهي أن يعملوا على ضم الكتّاب والأدباء العرب المقيمين وزملائهم أصحاب «النصوص المجاورة»، والافادة من الطاقات الجميلة التي يحملونها، فهكذا عمل تكاملي عليه أن يجمع ولا يفرق.