مع أنني أجادل في حق الشيخة فوزية للدفاع عن الأسرة، إلا أنني كنت آمل لو أنها جادلت المتهمين بالتطاول على الأسرة بمرافعة إعلامية تطرح فيها حيثيات الاتهام، عبر الصحافة المكتوبة والمشاهدة المتلفزة، فضلا عن فضاء "النت" الذي يمكنها من تعرية سوءة الافتراءات، وسوء أدب الخطاب مع الآخر شيخا كان أم فداويا!

Ad

• حين أشرع في كتابة مقالتي: تثور معركة حامية الوطيس بين بنات أفكاري! فكل بنت تحسب نفسها الأجدر بالحضور والتجلي! وهن، بالمناسبة، سافرات جميعهن! وهذه الأيام الساخنة بكل معاني السخونة، اضطرتني إلى أن أزأر في بنات أفكاري بسمت الأب الحازم الصارم المشفوع ببحلقة العين الحمراء القمعية: بنات! فيقلن بصوت مغناج واحد: بابا... كما تخبرون المشهد في مسرحية لفؤاد المهندس! ذلك أن القضايا التي تستأهل التعليق والحوار إن شئت، والردح والذي منه إن شاء غيرهم، كثيرة ومتنوعة... اللهم زد وبارك لأعضاء نادي الردح الصحافي لدولة الكويت وضواحيها!

وبما أننا في معرض الحديث عن الخطاب السياسي والإعلامي المدجج بالهجاء المقذع والردح الفج، أحسب أن لجوء المحامية الناشطة "فوزية الصباح" إلى القضاء بادرة سلوكية حضارية تجير لمصلحة الأسرة، وللوطن، ولها شخصيا! ذلك أن بادرتها تنطوي على رسالة مضمرة بين السطور تقول للجميع: لقد مضى ذاك الزمن الذي كان يقاد فيه المواطن مخفورا، لأنه تجرأ وتجاوز بسيارته الوانيت الأحمر، سيارات بعض الشيوخ الذين يعتقدون أن "موتر" الشيخ، هو بالضرورة شيخ "المواتر"! والحق أن العبد لله لا يجادل- البتة- في حقها وواجبها للدفاع عن الأسرة، عبر اللجوء إلى القضاء، لكني أزعم (لاحظ الأدب من فضلك!) أن توقيت لجوئها إلى مقاضاة المتهمين، ينطوي على منافع شتى للمتهمين من النواب السابقين، والمرشحين اللاحقين، من حيث لا تحتسب ولا تقصد! كما سنرى لاحقا، إذا تبعتني وقرأت الفقرة الجاية، بدون ملل!

• فقد تحولت القضية إلى دعاية مجانية للمرشحين المدعى عليهم! وكأن والدة كل واحد منهم تدعو له: "آناء الليل وأطراف النهار" قائلة: "إلهي وأنت جاهي سلط حمية الشيخة فوزية على ولدي، فترفع عليه قضية تجعله أشهر من إنفلونزا الخنازير! وكأنها باتت "مفتاحا" انتخابيا للمرشحين إياهم! فتجد أن المرشح المتهم يتقاطر على منزله ويتحلق الصحافيون ومندوبو وكالات الأنباء، ليصبح كل ما يقوله ويفعله، في هذه الفترة، مانشيتا إخباريا يتجلى في وسائل الاتصال كافة! ولو كان فعله مجرد عطسة أو "..." أو حكة! وهو احتفاء إعلامي لا يحظى به سوى الراسخين في اهتبال الفرص، وتجييرها لمصلحة الترويح لهم دون تردد.

ومع أنني أجادل في حقها للدفاع عن الأسرة، إلا أنني كنت آمل لو أنها جادلتهم بمرافعة إعلامية تطرح فيها حيثيات الاتهام، عبر الصحافة المكتوبة والمشاهدة المتلفزة، فضلا عن فضاء "النت" الذي يمكنها من تعرية سوءة الافتراءات، وسوء أدب الخطاب مع الآخر شيخا كان أم فداويا! فلو أنها فعلت ذلك أحسب أنها ستسحب منهم بساط الشعبية التي حظوا بها بثمن بخس قذائف معدودة! وفي هذا السياق كانت مقالات المحامية الغيورة المكرمة للدفاع عن الأسرة أكثر جدوى، لاسيما أنها تملك ناصية القلم وما يسطرون فيه من حجج ومقولات تجادل المتهمين بعدة وعتاد ومعرفة المحامي الناجح!

لكن، وآخ منها، بعد أن وقعت الفأس في الرأس، تغدو هذرة العبد لله الآنفة الذكر لا قيمة لها البتة! فكلنا، ولله الحمد، نتحول- بقدرة قادر- إلى حكماء بعد وقوع البلية والمصيبة، ولا أبرئ نفسي! وكلنا ينسحب علينا تغريدة "ليلى مراد المتسائلة: حكيم سياسة حضرتك"؟!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء