مرافعة انتخابات من دون حنه ورنه!
في الوقت الذي تتسابق فيه القوائم المتنافسة للوصول إلى مقاعد جمعية المحامين بترويج برامجها والأهداف التي تنوي تحقيقها فإن الكثير من المحامين، في نظري، لم تعد تهمهم البرامج بقدر ما تهمهم مصالحهم الشخصية، وإلا فإن الجمعيات العمومية التي يجب أن يحسب لها «حنة ورنة» لأصغر الجمعيات التعاونية لا تستغرق ثلاث دقائق في جمعية المحامين الكويتية، وهو الأمر الذي يؤكد إما عدم المبالاة لدى فئة من المحامين لدور الجمعية، أو رغبة البعض الآخر في تمرير مصالحه بهدف توسعة عمله، ولأن «الرزق يحب الخفية على رأي الاخوة المصريين!».
قبل كل انتخابات يخترع المتنافسون على مقاعد الجمعية العديد من الأفكار للوصول إلى ذهن المحامين، لكن ما يجعلني أشعر بالغرابة أن هناك من أسميهم الأموات الأحياء، الذين لا تجدهم إلا وقت الانتخابات بكثرة في شتى أنواع المحاكم، يمارسون فنون الشائعات لانها الاسلحة التي وجدوا هم من أجلها، وبمجرد ما تنتهي الانتخابات، تجدهم يعودون إلى قبورهم ليكملوا نومهم الثقيل، والمصيبة أن بعضهم يدعي العمل من أجل المحامين، وهو لايعرف أيام الأسبوع، فكيف إذاً يدافع عن مصالح المحامين وحقوقهم! لا يعنيني شخصيا من سيفوز، ولكن أقول لمن ينال فرصة التمثيل أن يخاف الله في المحامين، وأن يتحرك من أجل تحقيق مطالبهم ويعمل على إصلاح المهنة بعيدا عن المجاملات والوعود التي تسبق العملية الانتخابية وتوزيع المناصب المجانية في اللجان التي يتعين من خلالها تحقيق أكبر عدد من المطالب، لا تحقيق أكبر عدد من الأعضاء فيها دون عمل! إن الحال التي وصلت إليه مهنة المحاماة ليس بالهين، بل ان انتفاء عامل المحاسبة ينذر بخطورة أكبر من المحامين لمن يمثلهم ويصفهم بالأغلبية الصامتة، فمن يتولَ المنصب يتحمل المحاسبة وإلا فليرحل، ومن يصوت لمن يعتقد فيه الإصلاح والتطوير فعليه ألا يجامل في المحاسبة، ومن دون المحاسبة لن يكون هناك إصلاح أو تطوير، ويجب أن يعي المحامون أن الجمعية لم تعد تتحمل أكثر من الوضع الذي تعيش فيه بسبب حالة التوهان التي أصابتها لسوء إدارة مجلس الإدارة، فمجلس الإدارة منتخب بـ9 أعضاء ينتمون الى قائمة واحدة تجد عضوا أو عضوين أو ثلاثة هم فقط من يعملون وحتى لا يحاسبني ربي، والباقي في خبر كان، وأحدهم لا تراه إلا عندما تقترب الانتخابات يكبر تارة، ويزمر تارة، ويطبل تارة ويروج الشائعات بشكل متفنن وباتقان كبير!