احمرار عين الحكومة

نشر في 20-04-2009 | 00:00
آخر تحديث 20-04-2009 | 00:00
 أ.د. غانم النجار هل لاحمرار عين الحكومة علاقة باخضرار شاشة البورصة؟ باصفرار دوري كرة القدم الذي فرضه فوز نادي القادسية قبل يومين؟

وهل أنها عندما تحمَرُّ فإنها تصفرُّ وتخضرُّ كذلك؟ وهل لذلك علاقة أم أنها مصادفة أن تكون الالوان السائدة هذه الأيام هي ذاتها ألوان إشارة المرور؟

وهل لنا أن نتخيل حال البشر عندما تتزامن الألوان الثلاثة في إشارة المرور بنفس الوقت، وكيف سيصبح الشارع في حالة فوضى عارمة بسبب تزامن الألوان وتداخلها؟

أمَّا من لديهم عمى ألوان، وهم كثر، فلن يختلف لديهم شيء، فكله عند العرب صابون، ولا فرق عندهم بين أصفر أو أخضر أو أحمر أو حتى بنفسجي أو نيلي.

ما علينا من اخضرار البورصة، فهي ساعة فوق، وساعة تحت، وما علينا من كرة القدم، فالفائز اليوم خاسر غداً. ولكن احمرار عين الحكومة يتطلب وقفة، فالعين الحمراء حسب الاطباء هي عين مريضة، ربما تعاني التهاباً، أو انفجار شرايين ناتجاً عن ارتفاع الضغط، أو جرحاً بفعل خارجي، أو أن يكون صاحب العين الحمراء قد «خطف» عينه بإصبعه، وهو في الغالب واقع الحال.

وعند استمرار الاحمرار، فإنه من الضروري عرض العين على اختصاصي عيون، او اغلاقها لتهدئة التوتر، أو غسلها بغسول عيون (أوبتركس)، لكي تتضح الرؤية، وكلما ازداد احمرار العين دل ذلك على ازدياد المرض، لا على الصحة، وكما يقول الأطباء فإن العين تحديداً هي مؤشر لأمراض أخطر من مجرد احمرار ظاهر.

احمرار عين الحكومة، كما يراه البعض، إيجابي، فإنه في واقع الحال دلالة مرض، ولعله أحد أهم المؤشرات، كما يقول الأطباء على مرض التصلب العصبي (الام إس)، اجارنا الله وإياكم وحكومَتنا الرشيدة من هذا المرض الخطير غير القابل للعلاج، والمصاب منه حتى الآن 17 ألف حالة في الكويت.

من ضمن احمرار عين الحكومة يقال إن المزيد من الاعتقالات في الطريق، وتوجيهات بتقييد حرية التعبير، ونوايا لإصدار قانون التجمعات، بعد أن حكمت المحكمة الدستورية بعدم دستوريته في 2006، ومن غير المفهوم كيف لحكومتنا الرشيدة أن تعيد احياء قانون غير دستوري بمرسوم ضرورة؟!

وقد تغنَّى الشعراء كثيراً بالعيون الجميلة، إذ قال أحدهم:

إن العيون التي في طرفها حَوَرٌ

قتلننا ثم لم يُحيينَ قتلانا

يَصْرَعْنَ ذا اللُّبِّ حتى لا حَراكَ به

وهُنّ أضعفُ خلقِ اللهِ إنسانا

واستناداً إلى قول الشاعر، فإن العين الحوراء أجمل من العين الحمراء، والعين الصافية الملتزمة بالدستور والمدعومة بتطبيق القانون بعدالة، والحكمة والروية، هي العين التي نريدها لحكومتنا، وهي المطلوبة.

اما العين الحمراء، فلن تؤدي الا إلى مزيد من الخراب، وهي على أية حال عين مريضة ينبغي علاجها، لا التمادي في تحديقها وإجهادها والظن أن استمرار الاحمرار علامة صحة.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top