وليد الجري... والمواطن بدر ششتري!!

نشر في 07-05-2008
آخر تحديث 07-05-2008 | 00:00
 سعد العجمي مرة أخرى عادت القبيلة إلى واجهة الحدث السياسي من جديد، ومرة أخرى ارتفعت أسهمها في سوق المزايدة والتكسب السياسي، وللمرة المليون- ربما- نجد أنفسنا مجبرين على القول إن العبث بـ«مارد» القبيلة قد يعود بكارثة وطنية لا يمكن التكهن بنتائجها، ولا بحدود خطورتها، على اعتبار أن وزارة الداخلية كانت انتقائية في تطبيقها لقانون محاربة الفرعيات، وعندما يشعر أي مواطن بهذا الإحساس، فإنك لا تملك التحكم بردة فعله، فما بالك بشريحة اجتماعية كبيرة كالقبيلة.

لماذا تصرفت وزارة الداخلية مع العوازم ومطير بشدة، وتساهلت مع قبائل أخرى رغم أن الجريمة واحدة وأسلوب تنفيذها متشابه في الحالات كلها؟ هذا السؤال يطرحه كل من قابلته من أبناء القبائل، من الجهراء إلى أم الهيمان، وهو مثار حديث جميع الدواوين هناك!!

الإجابات التي سمعتها متعددة، وكلٌ يفسر الأمر حسب فهمه ، لكن أخطر إجابة سمعتها هي أن الداخلية تعاملت مع فرعية أو تشاورية العوازم والمطران بهذا الحزم المفرط كون بعض المرشحين فيهما من النوع الذي لا ينسجم ورغبات بعض الأقطاب المؤثرة. ويدلل أصحاب هذا الطرح على رأيهم بتفسير مفاده: إن التعامل مع فرعية القبيلتين لم يتم إلا بعد ست ساعات من بداية التشاور، عندما أدركت تلك الاقطاب أن حظوظ أصحابها ليست على مايرام، وأن النتائج قد تأتي عكسية، في وقت كانت فيه فرعيات أخرى قد أجريت تحت شعار «أهلا بكم في فرعيتنا».

مع رفضنا التام لتجاوز القانون بما في ذالك قانون الفرعيات، وبعيداً عن هامش الخطأ والصواب في هذا التحليل، فإن أحداث «الرحاب» وقبلها «الصباحية» أثبتت أن هناك عبثاً سياسياً وأمنياً واجتماعياً يُمارس في هذا الوطن، أحدث شرخاً كبيراً، لكنه سيكون أخطر وأشمل وأعم ، لو أن جاهلاً دفعه الحماس في إحدى الواقعتين وأزهق روحاً، حينها كانت ستحل بنا وبوطننا الكارثة، لكن رحمة الله ما زالت تحيط بنا، إلى حين.

قد نلتمس العذر لشريحة أبناء القبائل في إحساسهم بشعور التهميش والاستهداف الموجه ضدهم، إذا ما سلمنا بأن هناك ثقافة رائجة منذ زمن تحمل هذا المضمون، وبالتالي يصعب تغييرها بين عشية وضحاها، لكن المؤسف أن الجهود التي بذلتها النخب من أبناء القبائل لتجاوز هذه الإشكالية خلال السنوات الماضية، واجهت انتكاسة خطيرة بسبب ممارسات السلطة التي زرعتها على مدى عقود في نفوس وعقول سكان المناطق الخارجية عبر ربط الولاء والانتماء بالحكومة وليس بالوطن، فاصبحنا نعيش في أوطان داخل وطن، وننتمي إلى أشخاص وليس دولة.

يا أبناء الوطن بشرائحكم المختلفة، سلوا أنفسكم، مَن درّسكم وعلّمكم؛ الدولة، أم القبيلة والطائفة والعائلة؟ مَن وظّفكم؛ الدولة، أم القبيلة والطائفة والعائلة؟ مَن يصرف رواتبكم؟ مَن يوفر الأمن والأمان لكم؟ مَن يعالجكم؟ مَن... ومَن... ومَن؟

الحديث في هذا الموضوع متشعب وقد يطول، لكنني لا أجد وصفاً لقضية ترتيب الولاءات والانتماءات، سوى تلك العبارة التي اقتبسها وليد الجري في ندوة أحمد السعدون أول من أمس، عندما قابله الشاب الكويتي بدر ششتري في أحد الأماكن العامة وقال له : يا وليد مشكلتنا «أننا نعيش جميعاً داخل الكويت، لكن قلة منا من تعيش الكويت داخلهم»، حينها صفق الحضور بحرارة، لكنها أقل بكثير من الحرارة التي تعتصر قلوبنا على هذا الوطن.

back to top