جلدوا أبو رمية وعلّقوا الخرافي من قدميه!!

نشر في 22-04-2009
آخر تحديث 22-04-2009 | 00:00
 سعد العجمي تُرى هل كان البعض ممن يرددون مقولة «احمدوا ربكم» أن الكويت دولة غير بوليسية يتمنون أن يعلق خليفة الخرافي من قدميه، أو يجلد أبو رمية، أو تنزع أظافر الطاحوس، لنتأكد أنه تم اعتقالهم والتحقيق معهم وأننا في دولة هيبة وقانون؟

البعض يريدنا أن نشيد بوزارة الداخلية لأن خليفة الخرافي وضيف الله أبو رمية لم يتعرضا للضرب في معتقلهما، ويريدوننا أن نطبل لجهاز أمن الدولة كون خالد الطاحوس خرج إلينا من سجنه من دون كدمات في وجهه، أو آثار تعذيب في جسده، وذلك في ربط ساذج وتافه وغبي بين ما حدث في الكويت وما يحدث في معتقلات بعض الدول العربية.

من يملك أدنى ذرة من عقل، يدرك أن الحالة الكويتية تختلف اختلافا جذريا عن حالة الأنظمة العربية الأخرى منذ أن حكمت أسرة آل صباح، وإلى يومنا هذا، ففي تلك الأنظمة هناك المعارضون والمتآمرون والباحثون عن السلطة بشتى الوسائل والطرق ومنها الانقلابات العسكرية.

إذا ما تحدثنا بالعموم فإن تجربة الغزو العراقي المريرة وموقف الكويتيين خلالها، كفيل بأن يمنع أي مسؤول كان، يملك الحد الأدنى من الحس الوطني، وبحكم الموقع والمنصب، من الاعتداء على أي مواطن كويتي عبّر عن رأيه، فالشعب الذي لم يجد فيه النظام الصدامي مواطنا واحدا، سنيا أو شيعيا، بدويا أو حضريا، على استعداد للتنازل عن شرعية الأسرة الحاكمة، هو في واقع الأمر شعب يستحق من النظام كل تقدير واحترام.

على صعيد الشخوص، خليفة الخرافي خدم وطنه من خلال موقعه كعضو في المجلس البلدي، وهو مواطن كويتي صالح من عائلة كريمة لا يمكن أن نشكك في وطنيته وحبه لبلده بمجرد أنه أطلق تصريحا نخالفه الرأي فيما جاء فيه، والدكتور ضيف الله أبو رمية الذي تنقل في أكثر من موقع في وزارة الصحة لخدمة الكويت ورعاية المرضى، قبل أن يخدم وطنه وشعبه كذلك عبر عضوية البرلمان، لم يكن مقبولا احتجازه بهذه الطريقة.

أما الطاحوس الذي قاد مسيرة حاشدة في مدينة واشنطن عام 1999 للتضامن مع الأسرى الكويتيين بصفته رئيسا لاتحاد الطلبة العرب ونائبا لرئيس اتحاد طلبة الكويت هناك، وقيامه بزيارة عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي لحشد الدعم لقضايا الكويت، وبشهادة الشيخ محمد الصباح، فإن حملة التشكيك في وطنيته ومناهضته لنظام الحكم، أمر محزن بدرجة كبيرة.

تُرى هل كان البعض ممن يرددون مقولة «احمدوا ربكم» أن الكويت دولة غير بوليسية يتمنون أن يعلق خليفة الخرافي من قدميه، أو يجلد أبو رمية، أو تنزع أظافر الطاحوس، لنتأكد أنه تم اعتقالهم والتحقيق معهم وأننا في دولة هيبة وقانون؟ شخصيا أجد العذر لمن يطرحون مثل هذا الطرح، لأن الإهانة في نظرهم هي الضرب والقسوة، فهم لا يعرفون سوى هذه اللغة، دون أن يدركوا أن أقسى درجات تعذيب «الحر» تقييد حريته، فلا أحد يشعر بثمن «الحرية» عندما تُرتَهن سوى الأحرار.

* * *

الزميل بداح الهاجري مارس دوره كإعلامي مهمته محاورة ضيوفه، فتم اعتقاله من قبل أمن الدولة، لا أدري هل هو متهم أم شاهد إثبات في القضية، لكنني متأكد أن ما يسمى بجمعية الصحافيين لن تحرك ساكنا كما عودتنا، لأن الدفاع عن الصحافيين والحريات آخر اهتمام تلك المؤسسة التي نسجت العنكبوت خيوطها على كل مرافقها.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top