ثمة فوارق واختلافات بين حلفاء «أبو عبدالعزيز» السابقين والحاليين، على عكس خصوم الماضي والحاضر الذين جمع بينهم عامل مشترك ووحيد، هو الفساد والفجر «في الخصومة»، والشواهد أكثر من أن تحصى في هذا المجال.

Ad

يقول لي أحد الأصدقاء، في بداية ثمانينيات القرن الماضي زرنا أحمد السعدون في منزل عمي بمنطقة الرقة، وقتها كنت صغيراً لكنني أعرف السعدون كشخصية سياسية، أذكر أنني قلت لوالدي وبعد سماعي لحديث السعدون: إن صوته «يخوف»، فابتسم والدي وقال «نعم لكن صوته لا يخيف إلا المفسدين».

في ذلك الوقت كان والد صديقي متقدما في العمر، وتعليمه «على قده»، لكنه بفطرته كان يدرك مكانة السعدون ورمزيته السياسية والوطنية، وهو انطباع يحظى به السعدون حتى هذه اللحظة في المناطق الخارجية، إذا ما جازت هذه التسمية.

ما دفعني إلى التذكير بهذه الحادثة، هو ما يحيط بشخصية أحمد السعدون من جدل وإثارة، بين محبيه من جهة وخصومه من جهة أخرى، خصوصا في السنوات الأخيرة.

إذا ما تحدثنا في الخطوط العريضة لمكونات أي سياسي من حيث المبادئ والقناعات والتمسك بالثوابت، وتركنا الجزئيات البسيطة العابرة، فإن أحمد السعدون بالأمس هو أحمد السعدون اليوم، شامخ كالطود لم تؤثر فيه رياح التعرية السياسية، ثابت والآخرون يدورن حوله، يتبدل حلفاؤه، ويتغير خصومه، أما هو فباق على نهجه وأسلوبه منذ دخوله معترك السياسة.

حلفاء السعدون اليوم غير حلفاء الأمس، ومن وجهة نظري الشخصية أن التيار المدني قد تخلى عن الرجل في الفترة الأخيرة، بل إنه حورب في مراحل من مجاميع ذلك التيار أو حتى من شخوص محسوبين على التيار المدني، والسبب أن السعدون يرفض مبدأ تداخل التجارة بالسياسة أو إقحام المصالح الشخصية في العمل السياسي ككل، وهي أحد أبرز المعوقات التي جعلتهم ينفضون من حوله.

على العكس من ذلك تماما، قام أبناء المناطق الخارجية وأبناء القبائل بالاصطفاف مع أحمد السعدون في مسيرته السياسية بعد أن تخلى عنه أغلب المحيطين به، وهو أمر لا يحتاج إلى الكثير من الذكاء لاكتشافه، فأغلب النواب الداعمين له في قاعة عبدالله السالم، هم من المناطق الخارجية، وكذلك حال أغلب الكتاب المدافعين عن الرمز أحمد السعدون.

على كل فإن ثمة فوارق واختلافات بين حلفاء «أبو عبدالعزيز» السابقين والحاليين، على عكس خصوم الماضي والحاضر الذين جمع بينهم عامل مشترك ووحيد، هو الفساد والفجر «في الخصومة»، والشواهد أكثر من أن تحصى في هذا المجال، مع التأكيد على أمر مهم، هو أن خصومه يسدون له خدمة كبيرة، فإن أردت معرفة مدى نظافة الرجل ونزاهته، فما عليك إلا أن تعرف فقط منهم خصوم أحمد السعدون.

ولأن موعد الاستحقاق النيابي بات وشيكا، فقد بدأ أعداء السعدون التحرك عبر التهم الإعلامية، ومجاميعهم في الدائرة الثالثة، للتأثير عليه ومحاولة إسقاطه، مبتدعين هذه المرة أسلوب الاعتماد على سقط القوم ومجانينها وشواذها، لمواجهة الرمز أحمد السعدون، دون أن يدركوا أنه جبل أصم إن سقطوا عليه آذاهم، وإن سقط عليهم سحقهم.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء