الديرة... إلى هاوية الفوضى المرورية الشاملة
لكي تتعرف على مدى انضباط وهيبة القانون وتحضر أي شعب في أي بلد، فالعنوان الأول لذلك هو عندما تطأ قدماك شوارع عاصمتها لترى هيبة وقيافة شرطي المرور ومدى انضباط مستخدمي الطرق من سائقين ومشاة... وفي الكويت تدهورت الحالة وأصبح وجود شرطي المرور ودورية الشرطة عملة نادرة في قلب العاصمة وشوارعها الرئيسية، وإن وجد فهو غالبا بلا جدوى فالسيارات المخالفة تقف في كل مكان ممنوع تخلق صفوفا تغلق الشوارع وتعطلها... ومن يرد أن يتحقق فعليه أن يمر في شارع فهد السالم أو بجوار مبنى بلدية الكويت الرئيسي أو بجوار برج التحرير وبقية شوارع واسواق العاصمة الرئيسية ليرى الوضع المأساوي الذي تعيشه البلاد والهاوية التي تنحدر لها الفوضى المرورية فيها.
ورغم الكوادر المالية والرواتب التي تقر لرجال الشرطة وخصوصا الميدانيين منهم وصفقات شراء سيارات الدوريات المتواترة لوزارة الداخلية فإن وجودها في شوارع العاصمة يكاد يكون نادرا أو يكون في فترات الصباح الباكر بوضع بعض الكوابح والمخالفات لتختفي بعد ذلك قبل الظهر وعند اشتداد اشعة الشمس؟!... أو قد يحالفك الحظ فتجد دورية في إحدى الزوايا ينعم صاحبها بالظل وهواء المكيف العليل للسيارة غير مباليا بما يحدث من حوله، وعلى الطرق السريعة فإن الوضع أكثر تسيبا فالدوريات التي كانت توجد على تلك الطرق وعلى مسافات متساوية كما هو حادث في كل الدول وكما كان موجودا في الكويت حتى منتصف التسعينيات من القرن الماضي... اختفت وإن وجدت أحيانا فهي دون فاعلية ولا تتحسس من مخالفة مرورية أو تلاحق متهورا أو متجاوزا، وتركت المهمة لكاميرات «الجباية» التي لا تستطيع أن توقف متهورا قبل أن يقتل أسرة أو إنسانا بريئا باستهتاره.الوضع المروري في الكويت اصبح يسير على المشيئة وقدرات كل فرد على أخذ حقوقه في الشارع بيده... وأصبح القانون استثناء والفوضى هي القاعدة... شوارع مغلقة ومزدحمة... سيارات أجرة بعداد بلا قيمة... ومدينة بها أكثر من شركة للنقل العام لتحميل الركاب... وسيارات متهالكة... عاصمة بلا قانون ولانظام ولا رجل قانون يمثل هيبة الدولة وسطوتها... وقيادات أمنية غائبة عن الميدان في مكاتبها... وعاصمة على حافة الفوضى المرورية الشاملة.