شكراً للطارق

نشر في 23-05-2009
آخر تحديث 23-05-2009 | 00:00
 إيمان علي البداح الطارق يستحق الشكر على شجاعته في الاعتراف بتراجع تنظيمه في انتخابات 2008 وهزيمته في انتخابات 2009 على عكس التصريح العجيب لقيادة «حدس» التي أكدت أن نتائجها في الانتخابات «متقدمة جدا».

الطارق من أعضاء الحركة الإسلامية الدستورية المتحمسين ومن القلة منهم الموجودين بنشاط في المدونات، وأصبح أخيرا كاتبا في إحدى الصحف اليومية، وهو أول من نشر التسجيل الممنتج للدكتورة أسيل العوضي الذي ظهر على "اليوتيوب" وسوّقه مع بعض البهارات ليؤدي بالنهاية إلى انقلاب السحر على الساحر وفوز أسيل، وخسارة «حدس» ولكن ليس هذا ما يستحق الشكر عليه.

الطارق يستحق الشكر على شجاعته في الاعتراف بتراجع تنظيمه في انتخابات 2008 وهزيمته في انتخابات 2009 على عكس التصريح العجيب لقيادة «حدس» التي أكدت أن نتائجها في الانتخابات «متقدمة جدا».

وفي تحليله لأسباب الهزيمة يسائل الطارق قادة «حدس»: «هل نقول إن مواقفنا وتحالفاتنا وخوضنا للانتخابات ودخولنا في الحكومة وخروجنا منها هو للحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية والدستور والدولة المدنية والتنمية؟!»، وقد استوقفني وآلمني هذا التساؤل طويلا. هل يؤمن أبناء «الإخوان المسلمين» فعلا أن تنظيمهم قائم على أساس الديمقراطية والدستور والدولة المدنية؟ وهل من وصل إلى مرحلة الطارق من الالتزام بالتنظيم مازال مغيبا عن تناقض الفكر الأساسي والتاريخ السياسي للحركة مع المدنية و«الدساتير الوضعية»؟ إن كانت حركة الإخوان المسلمين قائمة على «الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية والدستور والدولة المدنية والتنمية» فما خلافها التاريخي مع التيار المدني الديمقراطي؟ ألم يتساءل شباب الحركة عن ذلك؟ هل قرؤوا فعلا كتابات حسن البنا وسيد قطب والقادة الجدد ودرسوا تاريخ حركة الإخوان المسلمين في الكويت والدول العربية الأخرى؟ هل نلومهم أم نلوم قادتهم؟ أم أن هذا قصور منا في توعية هؤلاء الشباب وتفتيح بصائرهم؟

وفي نفس المقال يطالب الطارق قياداته بتحمل مسؤولية الهزيمة و«صياغة مرجعية وعقيدة سياسية تقوم على مبادئ واضحة عليا هي معيار العمل السياسي محدداتها الحرية والعدل والمساواة والدستور (العقد الاجتماعي) والديمقراطية» و«أن يكون العمل السياسي لكل كويتي يؤمن بالفكرة والمشروع السياسي دون تمييز لا على أساس الطائفة ولا الجنس ولا المحاصصة المناطقية ولا القبلية».

آمل أن يعني الطارق ما يقول، وأن يشاركه شباب الحركة طموحاته وتطلعاته، وأن يضعوا شروطا أكثر دقة ووضوحا للعمل المستقبلي كشفافية اختيار القيادة واتخاذ القرار، واستبعاد من يحمل النفس الطائفي والقبلي، والالتزام بالدستور نصا وروحا خصوصا ما ذكره الطارق فيما يتعلق بالحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية.

back to top