طوال ثلاثين سنة، كان بن كيرنان متعمقا في دراسة الإبادة الجماعية والجرائم الموجهة ضدّ الإنسانية. وقد أدى دورا رئيسا في الكشف عن الوثائق السرّية للأعمال الوحشية التي ارتكبها نظام الخمير الحمر في كمبوديا. لقد غيّرت كتاباته فهمنا ليس فقط لكمبوديا القرن العشرين، بل للظاهرة التاريخية للإبادة الجماعية. ويمثل هذا الكتاب الجديد- الذي يعد أول تأريخ عالمي للتطهير العرقي والإبادة الجماعية منذ الأزمنة القديمة- واحدا من إنجازاته الأكثر أهمية.

Ad

يتناول المؤلف بالدراسة والتحليل حالات تفشّي العنف الجماعي منذ العصور الكلاسيكية إلى زمننا الحاضر، مع التركيز على عمليات الإبادة العالمية للقوى الاستعمارية ودراسات الحالات للقرن العشرين، بما فيها الإبادة الجماعية للأرمن، والمحرقة النازية، وعمليات القتل الجماعي التي أمر بها ستالين، وعمليات الإبادة الجماعية في كل من كمبوديا ورواندا. وفي سياق بحثه، يحدد المؤلف تلك الارتباطات، والأنماط، والملامح التي أعطت إنذارا مبكّرا في كلّ حالة تقريبا عن الكارثة الوشيكة: التمييز العنصري أو الإجحاف الديني، التوسّعية الإقليمية، وطوائف العصر القديم والإصلاح الزراعي.

يقول المؤلف إن الأيديولوجيات التي حفّزت الجناة على ارتكاب عمليات القتل الجماعي في الماضي استمرت حتى عصرنا الحديث، ويحثّنا على احترام الأدلة التاريخية الغنية بإشاراتها الواضحة، بحيث يمكننا أن نتوقّع ونمنع عمليات الإبادة الجماعية المستقبلية.

الناشر: مطبعة جامعة ييل (الولايات المتحدة)- 2007