اليوم سنروي قصة من وحي الخيال قد تكون فيها عبرة حتى نرى الأمور من عدة زوايا وبقبعات مختلفة كي نفهم ما يجري من حولنا بدلا من اللجوء إلى التعصب والفكر الضيق.
كان يا مكان في قديم الزمان دولة فتية اسمها «كويتانيا» جاءت كقوة إقليمية في كوكب المريخ لتعلن صراحة مناهضتها لمشروع الهيمنة الذي تقوده دولة «أميركانيا»، فقامت «أميركانيا» بالإيعاز إلى دولة «عراقانيا» للقيام بحرب شاملة ضد «كويتانيا» للحد من نفوذ خطابها المعادي لها، وطالت الحرب سنوات عديدة وحصدت أرواح مئات الآلاف من الدولتين. وفي تلك الفترة قامت دولة «إيرانتانيا» وزميلاتها بالوقوف إلى جانب «عراقانيا» ومدتها بالدعم المالي والسياسي مع أن هناك من حذر هذه الدول من هذا الدعم، لأن قائد «عراقانيا» كان جبارا في الأرض وسفاكا للدماء، ولم يكن لإيرانتانيا وزميلاتها لا رمل ولا صخر في هذا الصراع (استخدمت الرمل و الصخر لأنه لا يوجد ناقة أو جمل في المريخ).وبعد أن وضعت الحرب أوزارها وخرج الكل خاسرا من المعركة، باستثناء «أميركانيا» التي استفادت من بيع السلاح، لم يجد طاغية «عراقانيا» أي عمل يقوم به فقام بغزو «إيرانتانيا» ووقع الفأس بالرأس. حينئذ أدرك الإيرانتانيون فداحة السياسة السابقة التي اتبعوها فجابوا العالم واستعانوا بـ«أميركانيا» لتحررهم من طاغية «عراقانيا» وهذا ما حصل بالنهاية.بعد ذلك عادت المياه إلى مجاريها بين «كويتانيا» من جهة، و«إيرانتانيا» وزميلاتها من جهة أخرى، لكن الأمر لم يختلف بالنسبة للعلاقة بين «كويتانيا» و«أميركانيا» خصوصا مع دعم «كويتانيا» لحركات مقاومة لـ«صهيونتانيا» ربيبة «أميركانيا». واشتدت الأزمة مع تطوير «كويتانيا» لبرنامجها النووي، إذ رأت «صهيونتانيا» في ذلك تهديدا مباشرا لأمنها مع أن الأخيرة هي من تهدد السلام في المريخ، لأنها وأميركانيا وزميلاتها هن من يملكن أسلحة نووية وليس كويتانيا التي تمارس حقها القانوني حسب المعاهدات المريخية في الحصول على الطاقة النووية.ومع اشتداد التأزيم، بدأ الطرفان بإطلاق بالونات الاختبار، فـ«أميركانيا» تهدد باستعمال القوة ضد «كويتانيا»، والأخيرة ترد باحتمال غلق مجال السفر خارج المريخ، وفي تلك الأثناء حاولت «إيرانتانيا» الدخول في معركة الكبار مرة أخرى اعتمادا على بالونات الاختبار تلك بدلا من قراءة المعطيات الحقيقية المتمثلة في إعلان وزيرة خارجية «أميركانيا» قبل مدة بأن سياسة بلادها السابقة تجاه كويتانيا قد تغيرت، إضافة إلى احتمال فتح مكتب مصالح لـ«أميركانيا» في «كويتانيا». وكل ذلك من دون النظر إلى قرب الانتخابات في «أميركانيا» وانشغال قواتها في مناطق عدة من المريخ. فحذر بعضهم في «إيرانتانيا» من الوقوع في أخطاء الماضي، لكن بالطبع عادت بعض أقلام «إيرانتانيا» إلى عاداتها القديمة وشنت جام غضبها على «كويتانيا» من دون أن تتطرق إلى أساس المشكلة، وهي «أميركانيا» وربيبتها «صهيونتانيا».لعل في هذه الرواية المريخية دروسا وعبرا قابلة للتطبيق على أوضاعنا الحالية، فهل نتعلم أم نعود إلى نغمات الماضي؟! ***• سؤال النائب د. وليد الطبطبائي عن المساعدات الكويتية لفلسطين في محله، فليس من المعقول أن تدعم الحكومة جهة معينة في ظل الصراع القائم هناك ولو كان الدعم تحت اسم المساعدات للشعب الفلسطيني، خصوصا مع الفساد المستشري في أروقة السلطة الفلسطينية، والذي كان أحد أسباب السقوط المدوي لـ«فتح» في الانتخابات.
مقالات
قصة كويتانيا وإيرانتانيا!
14-08-2008