استقبالات الولادة... بدعة كويتية لاستجداء الهدايا مقابل البونبونيرات
إذا كان العالم يزودنا بالإبداعات العلمية، فنحن نقدم إليه البدع!.سمعنا كثيرا عن حفلات الاستقبال، التي تُجرى عادة في الصالونات الاجتماعية والسياسية، لكن أن تقام في المستشفيات، فهذه «بدعة» كويتية غير مسبوقة، وعنوانها «استقبال الولادة»... والغرض الاساسي منها استجداء الهدايا من الأقارب والزملاء والأصدقاء، وتتراوح الهدايا ما بين الملابس والمجوهرات والاكسسوارات والأموال أحيانا، لتبين مدى تقدير الزائرة للمضيفة... وكلما زاد سعر الهدية ارتفع التقدير.
استقبال الولادة كما يُطلَق عليه، عادة كويتية مستحدثة على المجتمع الكويتي، راجت في السنوات الاخيرة بشكل مبالغ فيه، وهي تقام للمرأة التي تلد حديثا، إذ تستقبل الزوار من الاقارب والجيران والأصدقاء لتهنئتها على الإنجاب، وتعكس البذخ الذي يعيشه المجتمع الاستهلاكي في الكويت، وينطوي الاستقبال على عدة أمور رئيسية، في مقدمها حجز جناح فاخر في مستشفى خاص، ولهذا صارت المستشفيات تطلق مسميات مثل «جناح كبار الشخصيات، والملكي، والخاص، والامبراطور»... علما بأن هناك قلة تفضل المستشفيات الحكومية بسبب وهن صحتهن أو عدم توافر السيولة المادية.من الضروري أن تكون المضيفة في صورة مميزة حين تستقبل زوارها، ولهذا تحرص على أن يكون اللحاف الذي تتغطى به لافتا للنظر، لأنه يعتبر عنصرا أساسيا، وكُلّما زاد سعره ارتفع تقدير الزائرين للوالدة، وغالبا ما يكون اللحاف كبير الحجم وسميكا، لإظهار أنواع الزينة والتطريز على جوانبه، على أن يكون في الغالب من لون قميص الوالدة، وبسبب الاقبال عليه، ظهرت مصممات لأطقم اللحاف والقمصان تتراوح أسعارها بين 50 و1000 دينار، وتَعتبر إحدى المصممات الكويتيات نفسها رائدة في هذا المجال، وهو الأمر الذي أدى إلى فتح فرع آخر لها في دولة خليجية.كي يكون الاستقبال تاريخيا... يجب أن تكون الحلويات المقدمة إلى الضيوف متميزة، ليس مهما أن يكون طعمها لذيذا، المهم أن تكون «كشخة»... عندما تُقدَّم مع القهوة، فضلا عن الكاكاو والمعجنات الصغيرة الحجم، ومن المهم أن تكون مُقدَّمة في أطباق أنيقة، تعكس ذوق المضيفة، على أن يختتم الاستقبال بأن تقدم للزوار هدايا المولود أو «البونبونيرات» وهي جمع «بونبون» وتعني الكاكاو، حتى لو كانت على حساب زيادة أعباء الاسرة، وسايرت المستشفيات الخاصة الهوس الكويتي من خلال الاهتمام بديكور الحجرة ومساحتها، حتى وإن تواضعت الرعاية الطبية، وفتحت صالات خاصة للاستقبالات تترواح يوميتها بين 300 إلى 700 دينار لليلة الواحدة، كل هذا لإرضاء النزعة الكويتية نحو «البهرجة» المزيفة!.