يبدو كأن موسم السينما المصرية في 2008 لم يبدأ بعد، فما عُرض خلال النصف الأول مهَّد لموسم الصيف الذي درجت السينما المصرية في الأعوام الأخيرة على اعتباره الأهم والمنتظر والحاسم.

Ad

اعتاد «صانعو» نجوم الكوميديا في الأعوام العشرة الأخيرة على المنافسة في هذا الموسم، لأن أفلامهم تتوجه إلى الشباب والطلاب، كونه موسم إجازاتهم الدراسية.

والمشكلة أن هذا النوع هو الذي سيطر على مدار عقد من الزمان، غير أنه في هذا الموسم بدأ العد التنازلي له ولا نعرف لغاية اليوم هل سيشهد أفلاماً لمحمد هنيدي أو أحمد حلمي أو محمد سعد أو هاني رمزي، وهم أقطاب تلك الموجة حالياً، يلحق بهم أحمد آدم وأشرف عبد الباقي وكذلك أحمد رزق وماجد كدواني وصولاً إلى «آخر العنقود» أحمد مكي.

يعاني محمد سعد من مشكلة هذا العام، بسبب تدخله في فيلمه «بوشكاش» على نحو لم يقبله عمرو عرفة كمخرج يقود العملية الفنية والمسؤول عنها، فترك الفيلم ليتسلمه مخرج آخر (أحمد يسري)، وحتى فريق العمل من الممثلين مثل نور ويوسف شعبان اللذين غادرا العمل معلنين تضامنهما مع المخرج بعدما قبلا المشاركة من أجله.

أما الفنان أحمد حلمي فيكاد يبدأ تصوير فيلمه الجديد «فاصل شحن». ولم ينته أحمد السقا بعد من تصوير «الديلر»، وكذلك أحمد عز من تصوير «مسجون ترانزيت»، ما يجعل الأمور تبدو غير واضحة حول طبيعة الأفلام التي ستشارك وعددها.

من المرجح أن يبدأ الموسم بفيلم «كباريه»، إخراج سامح عبد العزيز، بطولة فتحي عبد الوهاب، جمانا مراد، صلاح عبدالله وعدد آخر من النجوم.

لعل الجديد الأبرز في هذا الموسم، فيلمان مميزان: «ليلة البيبي دول» و«حسن ومرقص» الذي سيفتتح العرض الخاص له في 28 أيار (مايو) الجاري، ويبدأ عرضه أمام الجمهور في الأول من حزيران (يونيو) في أكبر عدد من الشاشات، اذ طبعت الشركة المنتجة «غود نيوز» مائة نسخة من الفيلم الذي تخطت ميزانيته 40 مليون جنيه، وهي الميزانية الأكبر لفيلم مصري لغاية اليوم.

أما «ليلة البيبي دول» فهو آخر سيناريو كتبه السيناريست الراحل عبد الحي أديب، ويخرجه ابنه عادل أديب وتشارك فيه مجموعة من النجوم: نور الشريف، محمود عبد العزيز، ليلى علوي، محمود حميدة، السوريان سولاف فواخرجي وجمال سليمان، اللبنانية نيكول سابا. هل نشهد من خلاله سيناريو قوياً، خصوصا أنه لصاحب الإبداعات المتميزة في مستهل مشواره مثل «باب الحديد» و»امرأة على الطريق» والأعمال العادية إن لم تكن المتواضعة في نهاية مشواره مثل «استاكوزا» و«ديسكو ديسكو»...؟ هل ستكون النتيجة الفنية ومدى النجاح على مستوى الميزانية الكبيرة والدعاية الأكبر؟ سؤال تجيب عنه الأسابيع المقبلة.

كذلك لا يقلّ «حسن ومرقص» أهمية، سواء في الدعاية أو على صعيد اللقاء المميز والمنتظر بين عادل إمام وعمر الشريف. أخرجه رامي إمام وكتبه يوسف معاطي وقد يعرض في الأسبوع الأخير من حزيران (يونيو)، تفادياً للتضارب مع «ليلة البيبي دول».

هل سيكون موسم الصيف هذه المرة موسم هذين الفيلمين، بعيداً عن سيطرة نجوم السينما الكوميدية المعهودة، خصوصا أن بعضهم لم يستكمل التصوير بعد وأن الموسم قصير هذا العام، لأن شهر رمضان الفضيل سيبكر بالحضور؟ أسئلة إجاباتها رهن بالأيام المقبلة.