جلسة واحدة فقط كانت كافية للحكم في أول قضية تحرش جنسي في تاريخ القضاء المصري الجنائي، عقدت أمس وسط اهتمام نسائي وحقوقي موسع وإعلامي كبير.

Ad

قضت محكمة الجنايات المصرية بالحبس ثلاث سنوات على شريف جبريل المتهم بالتحرش بناشطة ومخرجة تقدمت ضده ببلاغ اتهمته فيه بالتحرش، وأثارت قضيتها كثيرا من الجدل.

المجني عليها نهى رشدي 27 عاما، مخرجة أفلام وثائقية، حضرت إلى المحكمة في التاسعة والنصف صباحا محاطة بحشد كبير، ضم والدها وشقيقاتها والعديد من الناشطات، بينما حضرت والدة وشقيق المتهم شريف جبريل 28 عاما، ويعمل سائقاً بإحدى شركات الكمبيوتر وجلسا في أحد الصفوف الخلفية بالقاعة بمفردهما، بينما استمرت والدة المتهم في ترديد عبارة «حسبي الله ونعم الوكيل، ابني بريء».

ظهر المتهم شريف جبريل مرتديا ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء، وحضر العديد من الشباب والفتيات، واضعين شارات حملة «احترم نفسك» لمواجهة التحرش، للإعلان عن التضامن مع نهى، وأثارت القضية تعليق الحضور وانقسموا إلى فريقين، أحدهما أخذ يردد الآيات الكريمة التي تنهي النساء عن التبرج، وحملوا الفتيات مسؤولية إغواء الشباب قائلين «كفاية ظلم إلى الشباب... وعدن إلى بيوتكن»، أما الفريق الآخر فحمّل الشباب مسؤولية التحرش بالفتيات.

طالب دفاع المجني عليها بتطبيق نص المادة 268 من قانون العقوبات الخاصة بجريمة هتك العرض، وعدم استعمال المادة 17 الخاصة بتخفيف العقوبة، للتأكد من ردع المتحرشين، بعد ازدياد أعداد حالات التحرش، ورفض المتحرَّش بهن الإبلاغ بسبب الخجل، وتوقعهن براءة المتهم أو معاقبته بنصوص مخففة في أحسن الأحوال على حد قول الدفاع.

ونفى دفاع المتهم ارتكابه واقعة التحرش، مؤكدا أنه شاهد المجني عليها لأول مرة في الشارع أثناء عودته إلى منزله برفقة أصدقائه في العمل، ونفى أن يكون قد لمس «صدر» المجني عليها، وأشار إلى وجود تناقض بين أقوال شهود الإثبات في ما يخص وقت ومكان الواقعة. وقالت المجني عليها لـ«الجريدة» إن ما حدث معها لا يحدث في أي بلد محترم، وانه يثبت أن النخوة والشهامة أصبحت موضة قديمة انتهت من الشارع المصري، وان المتهم ارتكب جريمته وهي بمفردها، وكان هناك عشرات المارة «يقفون للفرجة على ما يحدث».

يذكر أن واقعة التحرش الجنسي حدثت يوم 23 يونيو الماضي في الساعة الثانية ظهراً، وأمرت النيابة بحبس المتهم شريف جبريل بعد الواقعة بـ3 أيام. وقالت المجني عليها في تحقيقات النيابة إن المتهم كان يركب سيارة نصف نقل واقتربت السيارة منها حتى أصبحت بمحازاتها، ومد يده خارج النافذة وأمسكها بقوة من صدرها وجذبها تجاهه، فدفعته، لكنه لم يتركها حتى سقطت على الأرض، وأخذت تصرخ، فتحرك مسرعا بالسيارة وهو يلتفت نحوها ضاحكا، إلا أن سيارة قادمة في الاتجاه المعاكس أجبرته على التوقف، فأسرعت المجني عليها إلى السيارة وألقت بنفسها أمامها حتى لا يتمكن من الهرب.

وكان المركز المصري لحقوق المراة نشر هذا الصيف تقريرا افاد بان 83% من المصريات و98% من الاجنبيات يتعرضن للتحرش الجنسي. وووافقت 12% فقط من 2500 سيدة ابلغن المركز بتعرضهن للتحرش على تقديم شكوى للشرطة.