ما قل ودل: ضوابط الممارسة السليمة لمسؤوليات مجلس الأمة بمشاركة حكومة مستقيلة
![المستشار شفيق إمام](https://www.aljarida.com/uploads/authors/67_1682522878.jpg)
وفي سياق هذا التعاون أيضاً فإن على مجلس الأمة أن يُعِين الحكومة على ذلك، بل إن نصوص الدستور وروحه والممارسة الدستورية السليمة تفرض الالتزام بالحدود والضوابط التي تقدم ذكرها في هذه الممارسة.فمن حق الأعضاء أن يتقدموا بما يعن لهم من اقتراحات بقوانين، واقتراحات برغبة وأسئلة برلمانية، وطلبات مناقشة لا ترتبط بسياسات عامة طويلة الأمد، بل بسياسة الحكومة المستقيلة في مواجهة أزمة طارئة وعارضة، لا تحتمل انتظار تشكيل الحكومة الجديدة، ومن حقهم طلب تشكيل لجان تحقيق برلماني. ولكن ليس من حق الحكومة المستقيلة أن تتقدم بمشروعات قوانين، إلا ما يكون منها في حالات الضرورة لاتخاذ تدابير لا تحتمل التأخير، ومن حق الوزراء في الحكومة المستقيلة أن يُسمع كلامهم كلما طلبوا ذلك في المجلس، ومن واجبهم الإجابة عن الأسئلة البرلمانية وعن الاقتراحات برغبة، وأن يحضروا اللجان التي تطلب حضورهم فيها، لإنجاز ما لديها من أعمال.ويستطيع مجلس الأمة بالتعاون مع الحكومة، إنجاز كثير من المسائل المدرجة على جدول أعماله، مثل الأسئلة البرلمانية لسماع رد الوزير وتعقيب العضو، لاستبعاد عدد كبير من الأسئلة التي تمت الإجابة عنها، ولإنجاز ما قدمته لجان المجلس من تقارير في القرارات والرغبات العامة والعرائض والشكاوى، ولإنجاز المعاهدات التي أبرمتها الدولة، سواء تلك التي يكتفي الدستور بإخطار المجلس بها، أو تلك التي يتطلب الدستور لنفاذها وجوب صدور قانون بها.ومن حق مجلس الأمة إقرار تشريعات الضرورة التي تتضمن اتخاذ تدابير لا تحتمل التأخير، أما غير ذلك من قوانين، تحتمل الانتظار، فإن على مجلس الأمة والحكومة المستقيلة انتظار التشكيل الجديد لها، فالحكومة الجديدة هي التي ستقوم بتنفيذ هذه القوانين وإصدار لوائحها التنفيذية، ومن حقها أن تبدي رأيها فيها، ولا نستبعد حتى بالنسبة إلى مشروعات القوانين التي سبق للحكومة أن قدمتها إلى مجلس الأمة قبل استقالتها، أن تأتي الحكومة الجديدة فتقرر سحبها.ولا ريب في أن إنجاز هذا الكم الهائل من المسائل والموضوعات، التي لا يتعارض إنجازها مع مشاركة حكومة مستقيلة في اجتماعات المجلس، بل تصويتها عليها، سوف يتيح للسلطتين إعطاء الأهمية المطلوبة، للقوانين المهمة التي طال انتظارها، عندما تُشكل الحكومة الجديدة.