لي طاحت الرأسمالية... كثرت سكاكينها
![ضاري الجطيلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1487518658970718800/1487518666000/1280x960.jpg)
إذن الأزمة في الأسواق المتقدمة تعود بأسبابها إلى شح التقنين والتنظيم والرقابة، والدليل الحي على ذلك انحسار تأييد المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية جون ماكين منذ بدء الأزمة كونه من أبرز مناهضي تقنين السوق وتنظيمه. لقد أصبحت المؤسسات المالية المختلفة تغامر وتخاطر في الدخول في غير اختصاصاتها الأساسية، فأصبحت شركات التأمين تمنح القروض، وشركات التمويل تضارب في العقار بدلاً من تمويله، وشركات الاستشارات تدير المحافظ الاستثمارية، والبنوك تبالغ في تقييمها للأصول المرهونة حتى ترفع هوامش أرباحها. فاختلطت الاختصاصات في ظل غياب التنظيم والرقابة من قبل الدولة، وأصبح السوق فقاعة امتد نفخها لعقود من الزمن وحان وقت انفجارها وعودتها إلى حجمها الطبيعي. وقدر الأسواق الناشئة والصغيرة أن يرتبط مصيرها بالمتقدمة في زمن العولمة والاقتصاد المتداخل، لذلك هي ليست بمعزل عن التأثر بهزاتها.إن الأزمة العالمية استثنائية ودروسها تاريخية لا تعوض، إذ أثارت نقاشاً حول مبادئ الرأسمالية ومسلّماتها، وهو نقاش صحي وضروري لتنشيط العقل وتجديد أفكاره، ولكن ينبغي أن يكون موضوعياً حتى تعم فائدته، ويستحيل ذلك حينما يُربط بتفسيرات غيبية وغير منطقية. Dessertمنذ آخر أزمة كساد عظيم قبل ثمانين عاما والرأسمالية تصنع فرص الثراء لكل مبدع، وتخلق فرص العمل، وتنتج الاختراعات المفيدة، والثمن الذي تدفعه البشرية مقابل ذلك هو القبول بطبيعتها الدورية صعوداً ونزولاً، حبذا لو يؤتى لنا بنموذج اشتراكي- أو في هذه الحالة «إسلامي»- واحد ناجح وله الاسهامات والديمومة نفسيهما.