Ad

العجيب أن أبناء الشيطان كل يوم يطالعوننا بطرق أكثر شناعة من التي سبقتها مع حرصهم الشديد على إعطاء أفعالهم الطابع الإيماني والتكفيري لغيرهم.

انتشر بلوتوث يعرض مجموعة من الإرهابيين ينفذون الإعدام بثلاثة أفراد برميهم بحفرة من نار... هذا ما جاء فيه: «جزاء وفاقا وها نحن نلقي القبض على ثلاثة من هؤلاء الشرذمة الذين قاموا بهذا الفعل الشنيع وها نحن نحرقهم بالنار، جزاء وفاقا وأقسم بالله العظيم، أقسم بالله العظيم، أقسم بالله العظيم بأننا لن تأخذنا بهم رأفة والعزة لله وللمؤمنين».

«الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر» هكذا كان القسم الذي أوفى به صاحبه والمجموعة التي معه، وهذه الفعلة التي لم يكن ليقدم عليها أعتى جبابرة العالم من مفسدي الأرض على مر الزمان إلا قوم إبراهيم «عليه السلام». هذا الدعي الذي يتباهى بتنفيذ عقوبة الإعدام حرقا، لم يكن إلا من مغسولي الدماغ، وممن رضع فكر الجهاد المتطرف، وهؤلاء لا يمكن أن يخرجوا من أسرة متدينة بطبيعة الحال، ولكن ممن عاشوا مستنقع الرذيلة والمطعونين برجولتهم فإننا نعرف أن الرجل يردعه عن الفعل المعيب الدين والنسب الكريم، وهؤلاء لا يمكن أن يكون فيهم دين أو نسب كريم.

ففي الأمس كان الذبح بفصل الرأس عن الجسد، والرمي بالرصاص من الخلف، واستخدام المجانين والمساكين لتنفيذ التفجيرات الانتحارية، واليوم حرق الأبرياء أحياء. العجيب أن أبناء الشيطان كل يوم يطالعوننا بطرق أكثر شناعة من التي سبقتها مع حرصهم الشديد على إعطاء أفعالهم الطابع الإيماني والتكفيري لغيرهم.

لا يكاد يمر علينا يوم دون أن نسمع خطبة ظاهرها كلام عذب عن التوبة والرجوع إلى الله وباطنها دعوة إلى الجهاد، حيث عادة ما يكون البطل الذي تدور حوله قصة الهداية والتوبة قد احتسب عند الله، وأنه يعيش الراحة الأبدية، وأن جميع من يعرفه قد حلم به في الجنه ومع الحور العين. (طبعا لا يشرحون كيف وأين ومتى ولماذا احتسب عند الله).

هذه الدعوة المبطنة هي ما نخاف منها على شبابنا التائب، فالحذر من ترويج فكرة الجهاد وبذل النفس والنفيس المشروطة بالطاعة العمياء لأمراء الجهاد لابسي ثوب الإسلام، والإسلام منهم براء.

ففي شهر رمضان المبارك سيتحركون وكعادتهم، ومغذو هذا الفكر أين هم؟ وأي ثوب يلبسون؟! هم ليسوا خفافيش الظلام، بل هم بيننا يبثون سمومهم، ويختارون فريستهم بعناية فائقة فهل نعرفهم؟

«مبارك عليكم شهر رمضان الكريم ودمتم سالمين».