2011: أنا وملحمة الأوديسة الفضائية

نشر في 25-11-2008
آخر تحديث 25-11-2008 | 00:00
 بروجيكت سنديكيت إن أغلب من سمع عني يفكر فيّ باعتباري خبيرة في تكنولوجيا المعلومات، وربما يتصور كثيرون أنني أعيش في كاليفورنيا وأستثمر أموالي في مشاريع الإنترنت المتطورة الناشئة. والواقع أن محل إقامتي الرسمي في نيويورك، ولكنني على وشك تمضية أغلب الأشهر الخمسة القادمة في روسيا كرائدة فضاء متدربة في Star City، على أطراف مدينة موسكو.

ولقد تسنى الأمر برمته بسبل عدة. أولاً وقبل كل شيء، في طفولتي كنت أفترض كأمر مسلم به أنني سوف أسافر إلى القمر ذات يوم دون أن أضطر إلى القيام بجهد خاص لتحقيق هذه الغاية. وكنت موقنة بأنني حين أبلغ من العمر فلنقل أربعين عاماً، فسوف يكون السفر إلى الفضاء أمراً شائعاً. وكان والدي من المشاركين في برنامج الولايات المتحدة لاستكشاف الفضاء، وكان لدينا بالبيت حجارة من القمر، لذا فقد تصورت أن الأمر لن يكون صعباً أو معقداً بأي حال.

ثم شغلتني أمور حياتي حوالي أربعين عاماً. ولكن منذ بضعة أعوام بدأت في تحويل انتباهي إلى الفضاء من جديد. وكانت هذه حال العديد من الناس الذين تعرفت عليهم من خلال عملي في صناعة تكنولوجيا المعلومات: إيلون ماسك أحد المشاركين في تأسيس شركة PayPal والذي أسس مشروع Space-X؛ وجيف بيزوس صاحب شركة «أمازون» الذي أسس شركة لصناعة مركبات الفضاء تحت اسم Blue Origin؛ وجيف غريسون أحد كبار مديري شركة «إنتل» الذي أنشأ مشروع XCOR Aerospace (وأنا أحد المستثمرين فيه). وفي عام 2005، وهو العام الأخير الذي أقمت فيه منتدى الحاسب الشخصي لرجال الأعمال المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، أسست مؤتمراً تحت اسم مدرسة الطيران لرجال الأعمال المتخصصين في مشاريع استكشاف الفضاء والطيران الخاص.

في غضون ذلك، في عام 2005، كنت في جنوب إفريقيا بصحبة مجموعة صغيرة حيث عملنا كمستشارين للرئيس السابق ثابو مبيكي وحكومته فيما يتصل بسياسة تكنولوجيا المعلومات هناك. وكان مارك شتلوورث، مؤسس شركة Thawte (التي بيعت لشركة VeriSign) والذي كان قد عاد أخيراً من رحلة إلى المحطة الفضائية كثاني «سائح فضاء»، من بين أفراد مجموعتنا.

في إحدى الأمسيات جلس أفراد المجموعة حول نار أحد المعسكرات في الخلاء عند غروب الشمس، ثم انضمت إلينا مجموعة مؤلفة من خمسين طفلاً من تلاميذ المدارس. كان مجموعنا مئة شخص، بما فينا الرئيس مبيكي، نجلس حول نار المعسكر المستعرة. وبمجرد حلول الظلام نصب بعض العاملين شاشة عرض حيث أرانا مارك بعض مقاطع الفيديو التي صورها في الفضاء، ثم ألقى علينا حديثاً شيقاً عن مغامراته، فضلاً عن مقاطع فيديو تصوره وهو يسبح في الفضاء، ويلتقط الفقاقيع من الفضاء بفمه، وما إلى ذلك. ولقد أحب الأطفال ذلك كثيراً، وأنا على ثقة من أنهم قرروا بعد ذلك أن يتجهوا نحو دراسة الرياضيات والعلوم.

وأخيراً، استثمرت في شركة Space Adventures، وهي الشركة التي نظمت رحلة شتلوورث إلى الفضاء. وفي وقت لاحق ذهبت في جولة نظمتها الشركة لمشاهدة انطلاق تشارلز سيموني، سائح الفضاء الخامس (ثم السابع قريباً)، إلى الفضاء من بايكونور في كازاخستان. (سيموني هو مبتكر برنامج ميكروسوفت وورد، والآن لديه مشروع دولي جديد للبرامج، علاوة على مؤسسة وموقع على شبكة الإنترنت، CharlesinSpace.org).

وسرعان ما بدأت مناقشاتي العَرَضية حول فكرة العمل كرائدة فضاء احتياطية لدى فريق Space Adventures. لا شك أنني أتمنى لو أسافر إلى الفضاء بالفعل، ولكن الرحلة إلى الفضاء تتكلف ما بين 35 إلى 40 مليون دولار. بينما يتكلف التدريب كرائد فضاء احتياطي ثلاثة ملايين فقط.

وعلى هذا فقد تملكتني أفكار غير واضحة حول احتمالات سفري إلى الفضاء في وقت ما من عام 2011 العام الذي من المقرر مبدئياً أن يسافر فيه سيرجي برين إلى الفضاء. وكانت Space Adventures تتحدث بجدية عن عام 2009، إلا أنني كنت مشغولة للغاية.

ثم حدث أمر ما في الربيع الماضي: فقد اكتشفت شقيقتي إميلي أنها مصابة بالسرطان، ثم أجريت لها جراحة استئصال مزدوجة للثديين. (وهي الآن على خير ما يرام، بل لقد فازت بسباق ماراثون مصغر). وبعد بضعة أسابيع وجدت نفسي في مواجهة صراع عجيب: اجتماع مجلس إدارة هنا، ومؤتمر هناك، وفرصة أخرى في الوقت نفسه في مكان آخر. قلت لنفسي «يا للهول! لو أجريت لي عملية استئصال للثديين لكنت قد ألغيت بعض هذه الارتباطات وما كان أحد ليتذمر».

يا للعجب! لقد أدركت أن أولوياتي كلها كانت في حاجة إلى إعادة تنظيم. لذا فعلى نحو عجيب بعض الشيء كانت إجازتي في روسيا بديلاً لاستئصال الثديين، وهو بديل إيجابي بكل تأكيد، ولكنه كان بالنسبة لي بمنزلة الضغط على مفتاح إعادة التشغيل.

إن هذه التجربة تشكل أيضاً الإجابة عن مسألة أخرى أتعرض إليها كثيراً نظراً لعملي في مجال هندسة الوراثة البشرية من خلال مؤسسة 23andMe (www.23andme.com) ومشروع الجينوم الشخصي (www.personalgenome.org): إذا ما علمت أن احتمالات إصابتك بمرض ألزاهايمر في غضون بضع سنوات سوف تكون مرتفعة، فماذا قد تفعل؟ إجابتي هي أنني قد أذهب للتدرب كرائدة فضاء بكل تأكيد! وما الذي يدفعني إلى الانتظار حتى أكتشف أنني قد أصاب بمرض ألزاهايمر؟ في الشهر المقبل سوف أكتب لكم عن التدريبات التي لابد أن يخوضها المرء حتى يتسنى له الذهاب في رحلة إلى الفضاء.

* إستير دايسون ، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة EDventure Holdings

«بروجيكت سنديكيت» بالاتفاق مع «الجريدة»

back to top