الانتخابات ونتائجها وما تلاهما من ردود أفعال، أثبتتا حقيقة باتت في حكم المسلمات الأبدية، هي أن الحكومة في السابق تعقد الصفقات مع بعض الأطراف لإضعاف المجلس بعمومه. أما اليوم، فإن هدفها الأول والأخير بات التضييق على أحمد السعدون وضربه بمناسبة ومن دون مناسبة لإضعافه

Ad

انتخابات اللجان البرلمانية كشفت عن تحالف حكومي مع نواب التيار الديني، عمد إلى وضع «بلوك» يستهدف منع نواب التكتل الشعبي والنائبين أحمد المليفي وعلي الدقباسي من الوصول إلى عضوية اللجان المهمة. هذا التحالف وهذا التكتيك أثبتا أن الحكومة اشترت- سياسيا- السلف وباعت «حدس» في سوق الجمعة بـ 100 فلس، ومن أول «سومة» على اعتبار أن من «أرخص» نفسه، أرخصه الآخرون.

يوم افتتاح دور الانعقاد وقبيل انتخابات اللجان، رفع الجميع شعار الكويت أولا، ونادت الأطراف المعنية كلها بضرورة نبذ الخلافات وتغليب المصلحة الوطنية والعمل على مصلحة البلد، وما إن بدأت «موقعة» اللجان حتى تبين الخيط الأبيض من الأسود، فأبعدت الحكومة بأصوات وزرائها، أصحاب الاختصاص من عضوية اللجان التي رشحوا لها.

تقول الحكومة إنها تبحث عن حل لـ«كارثة» البورصة، وللأزمات المالية جميعها، وترفع شعار محاربة الفرعيات، وتهتم بإيجاد حل لمشكلة الرياضة التي أصدر «الفيفا» كلمة الحسم فيها، وتشتكي من بعض القوانين والاقتراحات النيابية المكلفة ماديا وسياسيا، وتتذمر من بعض قرارت اللجان المثيرة للجدل، كما هي حال حجاب الوزيرتين، وبعد ذلك كله تأتي حكومتنا بقضها وقضيضها وتصوِّت للنواب أنفسهم وتخلي «مطبخ» المجلس من الكفاءات.

واضح جدا أن التلويح باستجواب رئيس الوزراء، والسلوك «المشاكس» لبعض النواب، واتخاذ البعض الآخر خط سير لا يتوافق مع الهوى الحكومي كما في حالة النائب علي الدقباسي، كانت سببا رئيسا في الموقف الحكومي من انتخابات اللجان، وهي بالمناسبة نجحت نجاحا كبيرا، حتى إن حصل البراك على عضوية الداخلية والدفاع، والحبيني على عضوية الشؤون الخارجية، ففقد تم ذلك رغما عن أنف الحكومة بفضل صوت «مطيري» وآخر «عازمي».

الانتخابات ونتائجها وما تلاهما من ردود أفعال، أثبتتا حقيقة باتت في حكم المسلمات الأبدية، هي أن الحكومة في السابق تعقد الصفقات مع بعض الأطراف لإضعاف المجلس بعمومه. أما اليوم، فإن هدفها الأول والأخير بات التضييق على أحمد السعدون وضربه بمناسبة ومن دون مناسبة لإضعافه، وهو ما يؤكد، بما ما لا يدع مجالا للشك، أن السعدون يعادل برلمانا بأكمله، فهم يقذفون بالرجل إلى القاع... وإذا بكم تفاجؤون به على رؤوس الأشهاد حتى لو خرج من اللجان جميعها.

عموما، فإن للحكومة حقا في ممارسة التكتيك السياسي، والتحالف مع من تريد، لإقصاء من لا تريد، ولها كامل الحرية لتزهو بانتصارها ونجاح تكتيكاتها، ولكن عليها ألا تاتينا في قادم الأيام «لتلطم وتتحلطم» على ما ستصل إليه الأمور مستقبلا، حينها سنقول «خبز خبزتيه يا الرفلة كليه»... وقديما قال المثل «يضحك كثيراً من يضحك أخيراً».