دردشة قبل القمة الاقتصادية العربية
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
أما الدول العربية ذات الوفرة المالية، فتفوق فيها القطاع الخاص على المؤسسات الحكومية في «التحليل الاقتصادي» وتلمس مكامن الأزمة، فالصحف المملوكة من قبل القطاع الخاص باشرت بترجمة التقارير الاقتصادية الأجنبية الصادرة عن بيوت الاستشارات العالمية، ولم تخلُ القنوات الفضائية الإخبارية الخاصة من الوجوه الاقتصادية العاملة في القطاع الخاص، والمثير في الأمر هو عزوف تلك القنوات عن استضافة الوجوه الحكومية، وابتعادها عن بث التصريحات الرسمية الخاصة بالأوضاع المالية... فهل فقد الخطاب الرسمي لوزراء المال والاقتصاد مصداقيته؟ واسمحوا لي باستباق انعقاد القمة الاقتصادية العربية لأقتراح أن يتطرق المؤتمر إلى موضوع الأزمة المالية وتداعياتها، ودراسة تأثيراتها في المجالات المختلفة، خصوصا معاناة الدول العربيةالتي تقع ضمن مناطق النزاع وعدم الاستقرار والأكثر فقراً، وأقترح أيضاً دراسة موضوع التعامل مع النقص في المساعدات والمعونات الخارجية التي تتلقاها بعض الدول العربية، ومدى تأثير الأزمة على إسهامات الدول الكبرى في تمويل أنشطة الأمم المتحدة، وكيف ستواجه الدول في مناطق النزاع قضية نقص تمويل عمليات حفظ السلام إلى جانب موضوع تمويل القوات الدولية الموجودة حاليا، بغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر حول فاعليتها؟ فقد كانت تمول من قبل الدول الصناعية الكبرى فما هو مصيرها؟أقترح أيضا أن يتطرق المؤتمر إلى موضوع ارتفاع نسبة الهجرة إلى الخارج وفقدان الدول جاذبيتها للبقاء، بسبب الأزمة المالية وانضمام العدد الأكبر من الشباب إلى دائرة البطالة، وخلاصة الأمر أن آثار الأزمة تبدو واضحة وضوح الشمس، وتمس الأمن والاستقرار وعشقنا للصناديق التمويلية.في نهاية كل مؤتمر سيدفعنا «كدول عربية مانحة.. دون مقابل» لاقتراح إنشاء صندوق تسهم به الدول العربية «المانحة» لتمويل عمليات حفظ السلام، وذلك بعد تحديد مناطق النزاع، كما أقترح شخصيا وبعد متابعتي لإقبال المحطات الإخبارية على الاستعانة بالشخصيات الاقتصادية الكويتية، بالإضافة إلى تقارير البنوك ومراكز المال الكويتية، أقترح تفعيل دور الإعلام الاقتصادي وإنشاء قناة اقتصادية متخصصة.