رسالة لبعض الناس

نشر في 20-02-2009
آخر تحديث 20-02-2009 | 00:00
 إيمان علي البداح عزيزي: أرض الله تسعنا جميعاً إن قررنا أن نتسامح ونتعايش... أما أن تعيش حياتك مقاوماً تطوّر وتنوّع الحياة فستمسحك رحى الزمن كما مسحت الديناصورات وكل من رفض التأقلم.

عزيزي: «بعض الناس»...

بيتي وبيتك مختلفان...

بيتك لا شرفة له، ولا نافذة ستراً للعيب... وبيتي من زجاج تدخله الشمس من كل جهة.

في بيتك يأكل الرجال ثم تأكل النساء فضلتهم... في بيتي نجلس نساء ورجالا ونستمتع بالوجبة سوياً.

والداك أميان وأنت لم تكد تكمل شهادتك الثانوية (وربما لا)... بينما سافرت أمي إلى خارج البلاد لتكمل دراستها في الخمسينيات من القرن الماضي.

في بيتك النساء مغطيات من الرأس إلى أخمص القدمين... في حين اكتفت جداتي «بالملفع» و«الثوب» الكويتيين.

في بيتك أنت «سي السيد»... وفي بيتي للكل حق، وللكل رأي وكلمة بغض النظر عن الجنس أو السن.

في بيتك تُربى الأنثى لتتزوج وتخدم زوجها... وفي بيتي تُربى الفتاة لتتعلم وتخدم وطنها.

في بيتك «فالنتين مدخل للزنى»... وفي بيتي ننتهز كل فرصة ممكنة لمشاركة العالم الاحتفال والفرح والحب.

ركبة ابنك «عورة» وابنتك «حرمة»... وأبنائي وبناتي كحلٌ يجمّل عيناي كل يوم.

في بيتك تكافئ ابنك على الصلاة والصيام... وفي بيتي أكافئ أبنائي على التحصيل الدراسي والأخلاق.

شعارك «إن لم تكن معي فأنت ضدي»... أما شعاري «كن جميلا ترَ الوجود جميلا».

دنياك أبيض وأسود... بينما أرى وأستمتع بألوان الطيف كلها.

بيتي وبيتك طرازان مختلفان كتب الله عليهما أن يُبنَيا على نفس الأرض... لسنا «ظواهر دخيلة» يا عزيزي... نحن على هذه الأرض منذ أن حلَلْتَ عليها... ولنا فيها نفس الحقوق وعلينا لها نفس الواجبات.

أنا أقدر «طرازك» وأحترم خصوصيتك من باب «لكم دينكم ولي دين»، و«إنك لا تهدي من أحببت...» أما أنت...؟!

عزيزي: أرض الله تسعنا جميعاً إن قررنا أن نتسامح ونتعايش... أما أن تعيش حياتك مقاوماً تطوّر وتنوّع الحياة فستمسحك رحى الزمن كما مسحت الديناصورات وكل من رفض التأقلم.

back to top