Ad

لأن ضريبة المواقف يا «أبوحمود»، وثمن القسم الذي أقسمته ووفيت به غالية، توقع المزيد فالقادم أسوأ... إنه قدرك، مثلما الدفاع عنك قدرنا الذي ارتضيناه رغم «كلفته»، التي تدركها أنت قبل غيرك، لكننا نراه واجبا لا تفرضه عصبية قبلية أو اجتماعية، بل دوافع وطنية بحتة.

النائب المحترم مسلم محمد البراك... تحية عطرة وبعد،،،

لا يخفى عليك حجم وشراسة الهجوم الذي تتعرض له من كل حدب وصوب، سياسيا وإعلاميا وكذلك اجتماعيا، حتى باتت «عطستك» مانشيتاً لصحفهم، و«كحتك» وقودا لكتابهم، و«همسك» مجالا خصبا لخيال محرريهم ينسجون حوله القصص والافتراءات لينشروها على ثمانية أعمدة، بل إنني لا أبالغ إن قلت إن مطبوعات تصدر يوميا، أنشئت من أجل التربص بك والتصيد، بهدف ضربك وإضعافك.

الصحيفة التي تصدر منذ عشرات السنين تهاجمك، والتي صدرت في الأمس من كراج «حدادة» تقتات على تشويه سمعتك، والأخرى «المؤدلجة» تضع صورتك على صفحتها الأولى لترفع من أرقام توزيعها لأنها تدرك حجم شعبيتك. اختلف «فكرهم» لكنهم اتفقوا عليك، تباعدت «مصالحهم» لكنهم توحدوا على إيذائك، تناسوا «خصوماتهم» لكنهم تحالفوا لكتم أنفاسك، فلا خصم لهم اليوم، إلا أنت.

يقولون إنك مزعج، وإنك «خبير» صياح، وتفسد الجلسات، وتشتم وتسب، وتمارس الإرهاب الفكري والصوتي، وإنك غير ملتزم باللائحة الداخلية، و... و... و... و...، وما إلى ذلك من التهم المعلبة الجاهزة، فليقولوا ما يريدون، لكنني أتحداهم أن يقولوا إنك «غير نظيف اليد»، أو منتفع، أو مساوم في مواقفك.

انتظروا متى يسرق مسلم البراك؟ ترقبوا متى يختلس مسلم البراك؟ تأهبوا للحظة التي يقبض فيها مسلم البراك؟ لم يحدث شيء من هذا، ففتشوا في ملفاتك، وقلّبوا أوراقك، وتقصّوا عن أخبارك، وراقبوك في صحوتك وفي منامك، علّهم يعثرون على ما يدينك أو يكسر ظهرك، فلم يجدوا سوى «جيب» بلدية الكويت يقف أمام باب ديوانك العامر وليس في سردابك أو مزرعتك أو جاخورك!

عادوا إلى «شخصك» علّهم يجدون ضالتهم، نظروا إلى ظهرك فوجدوه مستقيما لم يعوج من كثرة «الانحناء» في قاعة «عبدالله السالم» عند التصويت، فهذه حركة لا تجيدها. نظروا إلى عينك فإذا بها عين «حر» تخترق أجسادهم، لا تغض بصرها إلا أمام «ما حرّم الله»، وهذه شيمة رجال لا يفهمونها. نظروا إلى يدك فإذا بها «بيضاء» لم تدنسها أموال السحت، وهذه يد لم يعتادوا على رؤيتها... أخيرا وجدوا ما كانوا يبحثون، حنجرتك وصوتك العالي... ويحهم وماذا يميِّز الأسود عن غيرها سوى «زئيرها»؟

عزيزي أبا حمود: أنصارك ومحبوك لا يملكون الصحف، فاعذرهم... فليس لديهم قنوات تلفزيونية خاصة، ولا تعتب عليهم... فهم البسطاء وعامة الشعب، لكنهم يملكون ما هو أهم من ذلك بكثير، ومتى؟ يوم الحسم، عندما يتوجهون إلى صناديق الاقتراع وبقلم لا يتجاوز سعره 100 فلس، لكنه يعادل مئات الملايين من الدنانير التي يملكها خصومك ممن «هللوا وابتهلوا» بسقوطك لعدم خوضك الفرعي، فإذا بك تعانق السحاب بفضل الشرفاء في دائرتك وبدعاء ودعم محبيك كافة في الدوائر جميعها.

النائب الفاضل، أشعر بما تعانيه من ضغط نفسي وألم داخلي، وأعلم وأدرك مدى ما تتعرض له خارج المجلس وداخله أيضا، بعد أن غاب الأصدقاء من جوارك، وتغير بعضهم الآخر ممن بقوا حولك، لكنها ضريبة المواقف يا «أبوحمود»، وثمن القسم الذي أقسمته ووفيت به، بل توقع المزيد فالقادم أسوأ... إنه قدرك، مثلما الدفاع عنك قدرنا الذي ارتضيناه رغم «كلفته»، التي تدركها أنت قبل غيرك، لكننا نراه واجبا لا تفرضه عصبية قبلية أو اجتماعية، بل دوافع وطنية بحتة، فنحن نرى فيك نائبا يحرص على حقوق الشعب ومكتسباته، ويدافع عن قضاياه ويحمل همومه.

عزيزي مسلم البراك: في الختام احمد الله سبحانه وتعالى على هذا القدر الكبير من المحبة التي يحملها لك أهل الكويت بأطيافهم كافة، فهم أهل الوفاء للأوفياء أمثالك، أما أنا فأحمد ربي وأشكره أنني أكتب في جريدة «الجريدة».