Ad

أقترح على مجلس الوزراء، بدلا من صرف السيارات الفارهة للوزراء، أن يتم صرف سيارات «كارفان» مجهزة بمكاتب، وربما أسرة، ووسائل اتصال حديثة، حتى يتسنى للوزراء أن يبقوا هاربين من إزعاج النواب يجوبون شوارع البلاد بعرضها وطولها.

لعلكم تعرفون القصة الطريفة حول ذلك المطار السري في إحدى الدول العربية الشقيقة، والذي كان من فرط سريته أن محطة «الأتوبيس» القريبة منه كانت تسمى «محطة المطار السري». موضوعي اليوم يدور حول قصة مشابهة!

ينقل لي أحد الزملاء في وزارة الصحة أن معالي وزير الصحة، ربما بسبب كثرة زيارات نواب البرلمان له وطلباتهم ووساطاتهم التي لا تنتهي، والخارج بعضها عن نطاق المقبول والمعقول، تفتق ذهنه أخيرا عن فكرة ذهبية تتمثل في أن يكون له مقر سري لا يعرف مكانه إلا المقربون.

معالي وزير الصحة، وحتى وقت قريب، وكما نُقل لي، كان قد احتل مكتبا فخما في مركز الطب الإسلامي (الموجود في منطقة الصباح الصحية لمن لا يعرف مكانه)، وظل يباشر أعماله من هناك بعيدا عن صداع النواب، حتى عثر عليه أحد النواب، فاكتشف وكره السري وأحبط خطته!

لكن الظاهر أن عزيمة الوزير لم تنثنِ بالرغم من انكشاف مخبئه السابق، وأنه لايزال مؤمنا بأساليب جيمس بوند، لأنه يقال والعهدة على الراوي، والراوي هنا هو طبيب ثقة، إنه قد جرى الاستحواذ على مكتب رئيس مركز معالجة الإدمان، والغرف المحيطة به والممر التابع له والذي يوصل إلى المسرح العلاجي الخاص بالمركز، مما عرقل عمل المركز، وأدى إلى إخراج رئيسه والعاملين معه ومنعهم من الوصول إلى مكاتبهم لمباشرة عملهم. كما أن الشائعة تقول إن المركز الذي تم تشجيره وتخضيره أخيرا، يجري تجهيزه كمخبأ جديد للوزير الذي يبدو أنه يعشق الخضرة، وربما الماء ......، وأنه سيصبح المقر السري الجديد.

لا أدري، ولكن لعلّي بهذه المقالة قد أفسدت سرية المطار الجديد، وسيضطر الوزير إلى أن يطير منه ليحط في مكتب آخر في مكان ما من مرافق وزارة الصحة المنتشرة في عرض البلاد وطولها!

الموضوع يثير شهية الأفكار «الحلمنتيشية»، لذلك أقترح على مجلس الوزراء، بدلا من صرف السيارات الفارهة للوزراء، أن يتم صرف سيارات «كارفان» مجهزة بمكاتب، وربما أسرة، ووسائل اتصال حديثة، حتى يتسنى للوزراء أن يبقوا هاربين من إزعاج النواب يجوبون شوارع البلاد بعرضها وطولها، ويطبقون بذلك في الوقت نفسه حكمة أن على الوزير أن ينزل إلى الشارع بنفسه ليتابع حاجات الناس! ويمكن بعد ذلك أن تنعقد اجتماعات مجلس الوزراء في أي ساحة تصلح لتخييم «كارفانات» الوزراء!

موضوع مضحك فعلا... لكنني أرجو على الأقل أن يتم إعادة مركز الإدمان إلى أهله من المتخصصين الذين كانوا يقومون بعملهم المهم والحيوي، وأن يتوقف الوزير عن لعبة القط والفأر هذه مع النواب، أو أن يلعبها في مكان آخر بعيدا عن القطاعات الحيوية في وزارة الصحة والتي لا تنقصها مشكلة جديدة فوق مشاكلها المتراكمة!