البريد العام : خيام خليل خلف
يجب علينا أن نمكّن المواطن من أدوات الاختيار وفق مبدأ الأصلح للوطن، وليس الأصلح للفرد، وهذا لن يأتي إلا بعمل مؤسسي يضمن للمواطن حقوقه وفق الدستور وإدراكه لعدالة مؤسساته التنفيذية والتشريعية.وصلتني رسالة عبر الهاتف من صديقي الصحافي خليل خلف، فحواها «بالكويت خيام انتخابية ملكية ضخمة مكيفة ومع كامل تجهيزاتها بأحجام تستوعب المئات والآلاف وبأسعار زهيدة جدا، وإذا يهمك اتصل على الرقم التالي (...)».
هذه الدعابة من «بوعبدالله» تحاكي حال مجلس الأمة في السنوات الأخيرة، وكنتيجة حتمية لهيمنة السلطة التشريعية وتراجع في أداء السلطة التنفيذية وضعفها.إن تضارب المصالح واستشراء الفساد الإداري والمالي الذي ضرب المؤسسات قبل الأفراد قد زاد الطين بلة، حيث طال الشكّ الجميعَ فقلّما تجد مدافعاً مطلقاً عن أحد بعينه، وهذا سببٌ آخر لتكرار الحل.ولوقف هذا التدهور والفساد فلا بد أن تتبنى السلطةُ التنفيذيةُ قانونَ «من أين لك هذا»، وتجعله مرسوم ضرورة أسوة بالمراسيم التي تنوي تقديمها، وبذلك تسجل لها موقفاً مشرفاً تجاه الوطن.مؤسسات الرقابة الإدارية والمالية في الدول المتقدمة نجحت في فرض هيبة القانون، وأوقفت نزيف الطاقات، ونجحت أيضا في تعزيز مفهوم الأمان لدى مواطنيها، ووأدت الواسطة بمفهومها الفاسد، وانتصرت للمظلوم وفق منظومة تكافؤ الفرص، فمتى نرى مؤسسة تُعنى وتناط بها الرقابة الإدارية والمالية في الكويت؟! عودة أخرى إلى خيام «بوعبدالله» كون هذا الحدث سيتكرر كنتيجة حتمية للإفرازات المتوقعة في الدوائر الخمس في ظل التحضير للانتخابات الفرعية والتنسيقات الطائفية والحزبية، ولكل هذا فعلينا أن ندرك حقيقة عدم وصولنا إلى درجات الكفاية من النضوج السياسي، حيث قصر التجربة الديمقراطية، لذا يجب علينا أن نمكّن المواطن من أدوات الاختيار وفق مبدأ الأصلح للوطن، وليس الأصلح للفرد، وهذا لن يأتي إلا بعمل مؤسسي يضمن للمواطن حقوقه وفق الدستور وإدراكه لعدالة مؤسساته التنفيذية والتشريعية.ما حدث قد حدث، فلننظر إلى المستقبل ولنحسن اختيار ممثلي الشعب، وأيضا ليحسن رئيس مجلس الوزراء القادم الاختيار بعيداً جداً جداً عن مفهوم المحاصصة، ولينظر إلى المخلصين من أبناء الوطن أصحاب الفكر والأقوياء بالحق.أخيراً ثورة الشك التي أطلقها الكاتب محمد الوشيحي في مقالته الرائعة «آمال واخا... ابركوا» التي بدأها بهنا الكويت تستحق القراءة مرة ومرات.ودمتم سالمين. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء