اليابان ودبلوماسية قوس الحرية 1- 3
قالوا في الدبلوماسية إنها «عملية سياسية تستخدمها الدولة في تنفيذ سياستها الخارجية من خلال تعاملها مع الدول والأشخاص الدوليين الآخرين، وإدارة علاقاتها الرسمية ضمن النظام الدولي»... د. عدنان البكري، وقالوا أيضا إنها «إدارة العلاقات الدولية ومعالجتها عن طريق المفاوضات، بواسطة السفراء والممثلين الدبلوماسيين، فهي عمل وفن الدبلوماسيين»... هارولد ويلسون مؤلف كتاب الأنظمة الدولية والدبلوماسية القديمة والجديدة.أما في ما يتعلق بصناعة السياسة الخارجية فقالوا الكثير حتى زحفت تعددية الآراء والاتجاهات، إلى علم العلاقات الخارجية، أقول ذلك بعدما قرأت مقالة، نشرها موقع «إيلاف» تحت عنوان من «مفكرة سفير عربي» لدبلوماسي بحريني، يبدو أنه قضى سنوات من عمله في اليابان، سرد الكاتب خليل حسن، انطباعه الشخصي عن العلاقات الدولية، بمذاق ياباني خاص يتساءل من خلاله عن دبلوماسية الفكر الجديد، في ظل عولمة العلاقات الدولية.
قرأت المقالة، فعادت بي الذاكرة إلى حلقة السياسة الخارجية، وهي إحدى حلقات النقاش «الإلكتروني» الذي كنا نشارك فيه كطلبة دكتوراه عبر موقع الجامعة بلندن، وكانت «اليابان» محورا دائما للبحث والنقاش، وأحد مبدعي فنون السياسة الخارجية، هو وزير الخارجية السابق «تارو اسوو» الذي كان حديث الساعة لما له من رؤى متجددة في نهج المسار الياباني تجاه الشرق الأوسط، أولها بناء «دبلوماسية قوس الحرية والازدهار» المتمثل في التأكيد على القيم العامة كالحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، في منطقة الشرق الأوسط، التي تعتبرها اليابان لب الدبلوماسية اليابانية، حتى أطلقت عليها لقب «المادة الإجبارية» على الصعيد الدبلوماسي حسب مفاهيم «تارو» لأسباب عدة منها اعتماد اليابان على المنطقة في استيراد أكثر من 70% من النفط الخام من دول مجلس التعاون الخليجي، وحرصها على المحافظة على وجودها في السوق خصوصا في ظل بروز الصين والهند كقوى اقتصادية صاعدة.وما سبق، عزيزي القارئ كان جزءا من رؤية «تارو» التي تحدث بها مفتتحا معهداً يابانيا للدراسات البحثية، وفي الجزء الثاني سأتناول نظرية يابانية في العلاقات الدولية لمحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط عن طريق تحفيز «زراعة الفاكهة» وللحديث بقية.كلمة أخيرة: أجمل باقة ورد أهديها لابني ناصر، ولجميع خريجي المرحلة الثانوية هذا العام... ولماذا هذا العام فقط؟ السبب بسيط لأن أغلبهم من مواليد عام 1990... البعض ولد في الكويت من رحم أمهات ضربن أروع الأمثلة بصمودهن أثناء الغزو الصدامي، والبعض الآخر ولد في عواصم العالم المختلفة، وولادة ناصر جاءت، كالقضايا العربية ابتدأت متعسرة ثم مرت بعواصم عربية، حتى انتهت بمساعدة أجنبية فبدأت آلام المخاض من الكويت، حتى المملكة العربية السعودية مع بدء «مؤتمر جدة»، ثم استمرت إلى حين وصولي إلى القاهرة... وصمد ناصر حتى جاءت ولادته في لندن عاصمة الضباب.