مجلة العربي وإذاعة الـ بي. بي. سي
تسلّمت قبل فترة رسالة رقيقة من الأخ الفاضل الدكتور سليمان العسكري، رئيس تحرير مجلة «العربي»، للمشاركة في مشروع رعاية الموهوبين من الشباب في كتابة القصة القصيرة، وذلك بالتعاون مع إذاعة الـ«بي. بي. سي.» العربية. ولكوني أحد أبناء مجلة «العربي»، ومن عشاق فن القصة القصيرة، ومن مستمعي إذاعة الـ«بي. بي. سي.»، فلقد سعدت بالمشاركة في المشروع.
تسلّمت واحداً وثلاثين قصة قصيرة، مرسلة جميعها إلى مجلة «العربي» عن طريق شبكة الإنترنت، منها تسع قصص نسائية، واثنتان وعشرون قصة رجالية. أي أن مشاركة المرأة في المسابقة جاءت بنسبة (%29)، بينما جاءت نتيجة نجاحها بنسبة (%50)، بالنظر إلى حصول المرأة على مركزين من بين المراكز الأربعة الأولى الفائزة. وأثناء قراءتي القصص، وجدت نفسي في سياحة ثرية في مختلف أساليب الفن القصصي، كما أن مواضيع القصص توزعت على الاهتمامات الإنسانية، وإذا كانت القصص قد تراوحت في مستواها الإبداعي والأدبي، فإن هناك سمات مشتركة بينها، يمكن تلخيصها فيما يلي: - على الرغم من أن العالم يعيش فترة طغيان جنس الرواية، فإنه مازال هناك كتّاب في بداية طريقهم، يعشقون ويستمتعون بفن القصة القصيرة، ويشتغلون به، ويحلمون بالنبوغ فيه. - وجود التماعات قصصية مبدعة، تبشر بكتّاب قد يكون لهم شأن كبير في عالم القصة القصيرة، إن هم واصلوا المشي على طريق الأدب الصعب. - انشغال الكتّاب، شباناً وشابات، بالكتابة عن الهم المعيشي، وبما يوحي بالتأثير القوي للواقع الاجتماعي على الكتابة القصصية، وإيمان الكتّاب بقدرة فن القصة القصيرة على ترجمة وتوصيل قناعاتهم ومعاناتهم وآمالهم. - توجه المشاركين إلى مجلة «العربي»، وإذاعة الـ«بي. بي. سي.» العربية، محمولين على أحلامهم بتوصيل تباشير نتاجهم القصصي اللافت إلى القراء والمستمعين. انطلاقاً من المكانة الثقافية الكبيرة التي تحتلها «العربي»، وقدرتها على الوصول إلى قراء العربية، وكذلك العلاقة الوطيدة والمتجددة والمتطورة بين إذاعة الـ«بي. بي. سي.» والمستمعين، في شتى بقاع الأرض. - ظهور ضعف واضح في علاقة الكاتب باللغة العربية، يتمثل في نقطتين أساسيتين، وهما: الأخطاء النحوية والإملائية، وغياب علامات التنقيط الضرورية في النص. إن مبادرة مجلة «العربي» المدروسة في الاشتراك مع إذاعة الـ«بي. بي. سي.» العربية، للترويج لمشروع رعاية الموهوبين من الشباب في كتابة القصة القصيرة، من خلال نشر القصص الفائزة على صفحات مجلة «العربي»، وموقع البرنامج الإلكتروني، وكذلك إذاعة القصص الفائزة في برامج «قصص على الهواء»، ضمن فقرات برنامج «بي. بي. سي. إكسترا»، مصحوبة بتحليل وملاحظات كتّاب متخصصين عليها، ضمن وصول المشروع إلى شريحة كبيرة من القراء والمستمعين في مختلف بلدان العالم. مما يجعل المبادرة نموذجاً عملياً ناجحاً للتعاون الممكن بين مختلف وسائل الإعلام، انطلاقاً من التوظيف الثقافي المدروس لشبكة للإنترنت. إن رصد مشروع ثقافي لفن القصة القصيرة، يعني إعادة تحويل الأنظار إلى فن إبداعي جميل، سحب البساط من تحته، يوم ظن البعض أن الرواية تُغني عن القصة القصيرة.