صوت الكويت... أنتم الخطاوي الأكيدة

نشر في 10-11-2008
آخر تحديث 10-11-2008 | 00:00
 لمى فريد العثمان «في الأجواء الخانقة، نحتاج إلى استنهاض الأمل، وفي الفضاءات الملوثة، نحتاج إلى القلوب النظيفة، وفي تداخل الأصوات والألوان والضمائر والأمزجة، نحتاج إلى الهدوء الجميل، يعيد للكون اعتباره، وللأطفال وداعتهم، وللطيور تغريدها...» تذكرت تلك الكلمات للراحل الدكتور أحمد الربعي حين رأيت حماس شباب «صوت الكويت» النابض بالأمل والمحبة وحب العمل الجماعي التطوعي... ها هم يعملون بهدوء جميل ليستعيدوا «حسّنا بالحياة» على حد تعبيرهم، فهم يختلفون في المذاهب والأعمار والأجناس وحتى الثقافات، ويجتمعون من أجل الدفاع عن القيم الإنسانية والحريات والحقوق الدستورية، متسلحين بسبل الحوار والسلام والمحبة كبديل عن ثقافة الكراهية والعنف والطائفية والشمولية المتوغلة في شرايين هذا الوطن... ها هو صوتهم الجميل يحرك سكون القلب ويجعله يتراقص بحنين وكأنه ينتشي لسماع أنشودة وطنية تعيد الذكريات الجميلة إلى وطن التسامح والحريات.

وها هو حماسهم وإبداعهم ونجاحهم يظهر أهمية مقولة غاندي، رائد فلسفة اللاعنف «كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في هذا العالم»... وها هو صوتهم يتحد، بعد التشتت والتفرق، ليُسمِعوا العالم أنهم لن يقبلوا بالظلامية والعبودية، ولن يتنازلوا عن حرياتهم المكتسبة، وأن أصواتهم حرة لا يحركها سوى ضميرهم الإنساني وشعورهم الوطني.

فقد أدرك شباب «صوت الكويت» أن الفكر التنويري أساس الازدهار والتقدم، وفهموا أن التغيير الإيجابي لا يتأتى إلا من خلال الثقافة وأدواتها كالفن والأدب والحوار، فالعمل السياسي وحده لن يكون ذا شأن يذكر دون الجانبين الثقافي والاجتماعي، مدركين حقيقة أن الركود الذهني كالماء الآسن الذي لا ينتج إلا المستنقعات والعفن، وأن سعي القوى المتطرفة إلى إخراس الفكر والإبداع وقبر الحريات لن يؤدي إلا إلى انغلاق وتآكل وضياع الفكر المستنير، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة مواصلة التقدم والتطور ويوجد الأرض الخصبة لنشوء الفكر الإرهابي وتغذيته.

كما استوعب شباب «صوت الكويت» أن التفاؤل والأمل والإرادة هم مصدر قوة كل عمل وطني وأساس نجاحه... فاستشراف المستقبل كان همهم وقراءة الواقع كان شغلهم الشاغل، فعملوا على توعية الناس على أهمية بناء الدولة الحديثة التي ترتكز على الحريات الشخصية والمدنية والتسامح واحترام الآخر، وحذروا من خطورة القيم المغرقة في الطائفية والقبلية والأدلجة. وبعد أن تجذر الإحباط واليأس في نفوس الناس أعادوا إنتاج الأمل، فجو الإحباط والخوف يشل العقول ويسلب قدرتها الإيجابية... وبسبب ذلك تزايد عدد المنضمين إلى هذا التجمع وتزايد العمل والتنظيم والنجاح، فغاندي يقول «يمكنك أن تقيدني، يمكنك أن تعذبني، يمكنك حتى أن تقوم بتدمير هذا الجسد، ولكنك لن تنجح أبدا في احتجاز ذهني».

فهنيئا لكم نجاحاتكم أيها الشباب المبدع... الطموح... القادر على صنع المعجزات... المقاوم لآفة الإلغاء والإقصاء والعزل... الرافض كل الدعوات الانتهازية الإيديولوجية باسم الحقيقة المطلقة تارة، وباسم الأخلاق، زورا وبهتانا، تارة أخرى، والتي تجعل منها مطية للوصول إلى السلطة والنفوذ والمال.

وفي هذه المناسبة، ندعوكم لحضور احتفالية يوم الدستور، التي ينظمها «صوت الكويت»، غداً الثلاثاء الموافق 11 نوفمبر، الساعة الخامسة مساء، في ساحة الإرادة مقابل مجلس الأمة، كونوا هناك لتسجلوا موقفكم من استمرار انتهاك مواد الدستور، ولتدافعوا عن مستقبلكم ومستقبل أبنائكم... كما ندعوكم إلى زيارة الموقع الإلكتروني لـ«صوت الكويت» للتسجيل والتواصل معهم

http://www.soutalkuwait.com.

وكما بدأنا بمقولة د. أحمد الربعي ننتهي بمقولة أخرى له: «المهم أن نبدأ... العبقرية أن نبدأ... والشجاعة أن نبدأ... وحين توقفنا على قارعة الطريق وسألنا الشجرة الكبيرة همست في آذاننا أن بدايتها بذرة صغيرة... وقال لنا البحر إن بدايته قطرة» وها هو «صوت الكويت» يبدأ وينجح في البداية... ليصبح النور في آخر هذا النفق المظلم.

back to top