كويتي.. وافتخر!

نشر في 25-02-2009 | 00:00
آخر تحديث 25-02-2009 | 00:00
 أ.د. غانم النجار أعترف بأني لم أكن أعلم أو أعرف الكثير عن الملتقى الوطني لدعم المشاريع الصغيرة الذي نُظِّم أخيراً تحت شعار «كويتي وافتخر». وتحت إصرار بعض الأصدقاء قمت بزيارة الملتقى الذي عُقد في قاعة الراية فشاهدتُ ما يسر البال والخاطر. فخلافاً لما هو سائد في المجتمع من حالة الإحباط المزمنة، كان الجو السائد هو حالة من الفرح، كأنك داخل إلى حفلة عرس، والأجواء شبابية إلى أقصى درجة، فقد وقف شباب وشابات الكويت كلٌ في دكانه الصغير يعرضون إمكاناتهم وإبداعاتهم بصورة غير تقليدية، والعديد منهم قد عرض فكرة أو إنتاجه اليدوي أو رؤيته بطريقة مبتكرة، وقد غصَّت القاعة بالجمهور.

خلال الساعة التي تجولتُ فيها بالملتقى على قرابة الـ49 «دكاناً» استوعبت أن هناك في البلد حراكاً اجتماعياً من نوع آخر، يدور ويتحرك خارج إطار الوجوه السياسية المكفهرة التي علاها الغبار، وسيطر عليها الجمود، وأضفت حالة بغيضة من الاحتقان، لا يبدو أن لها مخرجاً قريباً، أو لمحة ضوء في نهاية النفق.

أثناء تدريسي بالجامعة مدة جاوزت العشرين عاما، تعرفت على العديد من أبنائي الطلاب والطالبات المبدعين في جميع المجالات، وكنت دائما أخشى أن تضيع إبداعاتهم تلك في مجتمع لا يقدر العلم ولا يشجع الإبداع، وأن ينتهوا إلى الانزواء ويتحولوا إلى مجرد موظفين تقليديين، وفي الغالب كان هذا هو ما يحدث، وكم أسعدني أن أجد بعضهم هناك.

إلا أنه بات ملاحظاً من خلال مؤشرات عدة قمتُ برصدها، أن تحولات جديدة قد أخذت في التكوُّن خلال السنوات العشر الماضية تقريباً، ولربما كان ملتقى «كويتي وافتخر» نموذجاً لتلك التحولات.

بالطبع هناك مجموعات متنوعة وفي مجالات مختلفة في حقبة التكوُّن، ولربما تمثل الخميرة لتشكيل مجتمع المستقبل.

صحيح أن لدينا دستورا نفخر به، إلا أنه في المقابل ليست لدينا حكومة نفخر بأدائها، ولا مجلس أمة كذلك، ما جعلنا نتعامل مع الحدود الدنيا، وفي المقابل فإنه يحق لنا أن نفخر بشبابنا وبناتنا الذين وضعوا الإحباط جانباً، وحاولوا أن يشقوا طريقهم في بيئة تُعشش فيها الاتكالية، وعدم الالتزام، فلكل من هؤلاء الشباب قصة وحكاية ربما تستحق أن تُروى وتكون نموذجاً لمستقبل نأمل أن يكون أفضل من حالة الجمود التي نعيشها.

back to top