وجهة نظر : مكرّمون في مهرجان القاهرة (1)

نشر في 21-11-2008 | 00:00
آخر تحديث 21-11-2008 | 00:00
سميرة أحمد... حمامة السينما الوديعة
 محمد بدر الدين بالإضافة الى اسم فنان السينما المبدع الكبير يوسف شاهين الذي رحل أخيراً، يكرم المهرجان الممثلة الكبيرة سميرة أحمد، والممثلين المقتدرين محمود ياسين وبوسي، ومهندس الديكور المتميّز نهاد بهجت، ومدير التصوير البارع طارق التلمساني، ويقيم ندوات تحتفي بهم وتناقش أعمالهم، ناهيك عن إصدار كتب حول أعمالهم ومشوارهم الفني.

والحق، أن سميرة أحمد استطاعت، على رغم تعاقب محطاتها ومراحلها، الاحتفاظ بالنجومية والاستمرارية، مدركة ما يناسب كل مرحلة وما يجب أن يقدَّم في كل سن من المشوار.

بقي فريد شوقي نجماً معطاءً حتى آخر لحظة من عمره، وكذلك كمال الشناوي (أمدّ الله في حياته). الأمثلة من طراز هؤلاء النجوم قليلة ونادرة، واستمرار الممثل نجماً ساطعاً يتطلب استعداداً وعزماً وجدية، وحباً للمهنة لا يفوقه حب، إلى جانب ذكاء فني لافت... يشير الى صاحبه: ماذا يقدم، ومتى، وكيف؟ وقد حظيت سميرة أحمد بالقدرة على معرفة ذلك كله.

وُصفت أحمد في السينما المصرية بأنها «حمامة السينما الوديعة»... كانت كنسمة رقيقة عطرة، تؤدي أداءً راقياً مقنعاً، بحضور لطيف، يدخل القلب ويبعث دوماً على احترام الفن والفنان.

ولدت سميرة أحمد ابراهيم خضير، التي عرفت بإسم سميرة أحمد، عام 1935. جاءت وأسرتها من الصعيد إلى القاهرة، وبدأت الدخول في عالم الفنون والتمثيل وهي طفلة صغيرة مع شقيقتها الممثلة خيرية أحمد.

بداية أحمد الفنية كانت بأدوار صغيرة، لكن سرعان ما أدّت أدوار البطولة، وتمكّنت بفضل الموهبة والجدية والذكاء الفني من الحفاظ على مكانتها المتقدّمة وحضورها الجميل.

بالإضافة الى التمثيل، أنتجت أحمد بعض أجمل الأفلام السينمائية، وكان واضحاً أنها لا تبغي الربح منها، بل تقديم نماذج راقية، لما يجب أن يقدّمه الفنان عندما ينتج.

يكفي أنها أنتجت فيلم «البريء»، أحد أنضج أفلام المخرج الراحل عاطف الطيب وأحسنها، الذي كتبه وحيد حامد وقام ببطولته أحمد زكي، وفيلم «البحث عن سيد مرزوق»، أحد أفضل أفلام المخرج داود عبد السيد، وهو من تأليفه وبطولة نور الشريف وعلي حسنين وآثار الحكيم.

أما أفلامها التي قامت ببطولتها وشكلت علامات في مسيرتها وتعد في الوقت ذاته من أبرز أفلام تاريخ السينما المصرية، فمن بينها:

- «ريا وسكينة»: إخراج صلاح أبو سيف.

- «صراع الأبطال»: إخراج توفيق صالح.

- «ليل وقضبان»: إخراج أشرف فهمي.

- «قنديل أم هاشم»: إخراج كمال عطية.

ـ «الشيماء»: إخراج حسام الدين مصطفى.

ـ «أم العروسة»، «السيرك»، «خان الخليلي»: إخراج عاطف سالم.

عُرفت أحمد بإتقان الأدوار المركّبة، وتصوير التوتّر النفسي الذي قد ينتج من مشكلة كبيرة، أو تحت وطأة عاهة معينة (في: «الخرساء»، «أغلى من عينية»، «هل أنا مجنونة»، «العمياء»).

شاركت أحمد في 70 فيلماً تقريباً، أما الأعمال الدرامية التي ركزت على تقديمها في السنوات الأخيرة، فمن أفضلها «إمرأة من زمن الحب» و{أميرة في عابدين»، من تأليف البارز أسامة أنور عكاشة.

بقيت أحمد جادة كممثلة سينمائية وتلفزيونية وكمنتجة، ولم تأخذ عملها باستخفاف أو استسهال أبداً وراعت ضميرها وجمهورها وعملها. تقول عن تكريمها: «لو ثمة نجمة ظهرت قبلي ولم تكرّم بعد... فأنا متنازلة لها عن التكريم، كما قالت هند رستم عن تكريمها حينما أشارت إلى أن شادية هي الأحق به».

تابعت أحمد: «حتى عندما تخطيت مرحلة البداية الأولى في مشواري الفني... لم أتصوّر أني سأستمر وسأكون نجمة ذات يوم، لكني أحببت عملي الى درجة لم أعد معها أتخيل أنه بإمكاني الابتعاد عنه إطلاقاً... في ذلك الوقت المبكر لم تكن أمنيتي دخول مجال التمثيل، لكن هذا ما حدث، وبعدها أحببت عملي جداً وأخلصت له، بجدية تليق بالفن. في الماضي كان كل إنسان يعمل يراعي الآخرين، لكن ماذا حلّ الآن؟... شخصياً هذا ما أحرص عليه حتى اليوم. كذلك أساعد الممثلين الجدد، وهو أمر معروف عني في الوسط الفني...».

back to top