لاشك أن هناك العديد من المرشحين الذين يطلون على الناخبين بشخصيات وهويات لا تشبه دواخلهم الحقيقية، وكلنا يعرف أن المرشحين «قرقيعان» يتباينون أخلاقا وخِلقة، واتصالا وتواصلا، وذرابة لسان، وغيرها من الصفات والمناقب والمثالب التي يتمايزون فيها ويختلفون!

Ad

• أظن أن المرشحين الساخرين: «بوعبدالله عيسى الغانم ومحمد الحفيتي» لن يحظيا هذه السنة الانتخابية بالجماهيرية الغفيرة التي تمتعا بها طيلة الانتخابات السابقة، ذلك أن واقع حال المعركة الانتخابية ينطوي على استعراض مسرحي طافح بالإضحاك، والحركة والإثارة وكل بهارات العرض المسرحي الجماهيري المتمخض من كرش شعار «الجمهور عايز كده» إياها، وأبو عبدالله الغانم، اختار هو الآخر السير في جادة العزوف عن الترشّح، وهذا من حقه، على الرغم من أن حضوره (وزميله الحفيتي) أصبح من الطقوس الفلكلورية التي يجد فيها الناخبون «من الجنسين» شفافية كقطرة ندى تترجرج على وريقة زهرة فل زكية! فهما الوحيدان اللذان لا يحفلان بالتجمل أمام ناظري الناخب، فضلا عن أنهما ينأيان عن الكذب المتبدي بالوعود الحنجرية «الحنجورية» الملعلعة بشعارات جماهيرية، تتوسل دغدغة مشاعر الناخبين، سعيا إلى سلب أصواتهم بعدة لصوصية بلاغية، تسحر ألباب العامة؛ المكابدة لهموم معيشية شتى طال وجودها عقوداً من دون حل!

• وثمة مصطلح شائع في قاموس وسائل الاتصال إبان الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وغيرهما، تكمن في صورة المرشح و»اللوك» الجذاب «الكذاب» إن شئت قراءتها باللهجة الكويتية لا فرق، فنقرأ كثيرا عن مسألة تحسين صورة المرشح المادية والمعنوية على حد سواء... وهي مهمة منوطة بمؤسسات علاقات عامة تدير للمرشح معركته الانتخابية بتفاصيلها كافة، بحيث يؤدي دوره في الميدان كما لو أنه ممثل، وفق «السيناريو» المسطور، بمنأى عن الخروج عن «الورق» والنص، درءا لوقوعه في خطأ أو خطيئة تعيق تقدمه.

وأذكر في هذا السياق: أني لاحظت ذات انتخابات مرشحا يحرص على أداء فروض صلواته في مساجد جامعة متفرقة، بحيث يشهد جميع أبناء دائرته الانتخابية صلاته على رؤوس الأشهاد! ولا حاجة بي إلى التنويه بأن صاحبنا فشل فشلا ذريعا! لأن ممارسته كانت قرعاء و»مصلعة» للقاصي والداني، فكانت «النفس اللوامة» تقف له بالمرصاد لتفضح سوءته المخزية! ولاشك أن هناك العديد من المرشحين الذين يطلون على الناخبين بشخصيات وهويات لا تشبه دواخلهم الحقيقية، وكلنا يعرف أن المرشحين «قرقيعان» يتباينون أخلاقا وخِلقة، واتصالا وتواصلا، وذرابة لسان، وغيرها من الصفات والمناقب والمثالب التي يتمايزون فيها ويختلفون! ولعلي لا أغالي إذا ذكرت بأن مشاهد الممارسات التي ستحدث في ميدان المعركة الانتخابية، ستكون كمشاهد تترى في مسرحية عبثية تنتمي إلى أدب اللامعقول إياه! سوى أنه سيتلون بالصبغة الوطنية المحلية! فالمرشح الطامح إلى أن يكون ممثلا للشعب هو ممثل ينافس معشر الممثلين الفنانين، بمعنى من المعاني، وإذا كان الفنانون يمثلون للشعب، فإن المرشحين يمثلون عليه حينا، ويمثلون فيه حينا آخر! من هنا تكمن أهمية حاسة الاستشعار الوطنية القادرة على فرز الغث من السمين، التي لا تنطلي عليها الشعارات الحماسية الجوفاء! تأسيا بمقولة «أندريه جيد»: «صدِّقْ أولئك الذين يبحثون عن الحقيقة، وشك بأولئك الذين يجدونها».

• أجر وعافية و»الله بالخير»!

شعرت، ومثلي كثر، بأن الغياب القسري لزاوية «الله بالخير» لشيخ الكتاب «بوطلال محمد مساعد الصالح» عن الصفحة الأخيرة في جريدة القبس، أفضى إلى غياب أحد أهم الطقوس اليومية، التي أمارسها من فجرالله بمعية «الشاي بالحليب»! كنت أقرأ «الله بالخير» فأعرف منها نبض الشارع، والهم الوطني العام، ربما لأنها بوصلة ومنارة تهدينا سواء السبيل!

إن ما يعزّينا- نحن معشر مريديه- كونه بخير، وسيعود قريبا، لا سيما أن «الريوق» يفتقده!

الله بالخير «لأبو طلال» شفاه الله.