ما المغزى الحقيقي من وراء تقديم الاستجوابات في هذا التوقيت بالذات؟ وهل هناك من هو مدفوع من بعض الأطراف لتصفية الحسابات؟ وهل هناك جهات خارجية وإقليمية- على خلاف مع الشيخ ناصر المحمد بالذات- دفعت بـ«بعض» الأطراف إلى تأزيم الأمور؟!
أكتب هذه الكلمات فجر الأربعاء دون أن أدري ما مصير مجلس الأمة؟ وأيا كان مصيره، فإن السؤال الذي يتداوله عامة المواطنين هو: ماذا كسبنا من كل هذه الضجة؟ والجواب بالطبع هو: لا شيء... بل خسرنا الكثير من جراء تعسف أقلية النواب بتقديم الاستجوابات بمناسبة وبغير مناسبة دون أدنى مراعاة للظروف التي تمر بها البلاد.لست داعياً إلى تعطيل الأدوات الدستورية، لكن تحول استعمال هذه الأداة ضد الوزراء إلى استعمالها كأداة ابتزاز ضد رئيس الوزراء حتى بلغت الاستجوابات المقدمة ضده أربعة في غضون ثلاثة أشهر فقط يثير الكثير من علامات الاستفهام.فبدأنا باستجواب النائب د. وليد الطبطبائي وتابعيه والذي تحول بقدرة قادر من محور متعلق بالسيد الفالي إلى محاور عدة ترتبط بمشاكل البلد كلها! ثم استجواب النائب د. فيصل المسلم المتعلق بمصروفات ديوان رئيس الوزراء ثم أضاف إليه محور الشيكات. والسؤال هنا، ألم يسأل المسلم نفسه لماذا تم تسريب قصة الشيكات إليه (على فرض صحتها)، خصوصاً أن مصدر مثل هذه المعلومات لابد أن يكون «واحد واصل»؟! وألم يخطر ببال المسلم بأنه قد يكون أداة لتصفية حسابات مع سمو رئيس الوزراء وللتحريض على الحياة البرلمانية؟!بعدها يأتي استجواب «حدس» التي وضعت مصلحتها وحماية سمعتها كأولوية بينما كنا نتأمل منها كتيار سياسي عريق عدم الانجرار وراء ردات الفعل ومراعاة الظروف التي تمر بها البلاد حتى إن كان على حساب سمعتها. وأخيراً نأتي إلى النائب «الفذ جداً» محمد هايف الذي ركب موجة الاستجوابات وتذكر أن هناك مستودعا «أقصد مسجداً»، قد تم هدمه قبل ستة أشهر! ومع أن رئيس الوزراء خضع بكل أسف إلى ابتزازه، فإن ذلك لم يعجب هايف وأصر على الاستمرار بالاستجواب ما لم يتم إحالة رئيس لجنة الإزالات محمد البدر إلى النيابة! بل وجدناه يهدد باستجواب جديد إذا لم تحل قضية البدون!... يا سلام يا هايف، لماذا تذكرت قضية البدون الآن بالتحديد؟! وإذا كانت القضية تهمك إلى هذه الدرجة فلماذا لم تقدم الاستجواب من قبل بدلاً من «الالتهاء» بقضية مصليات «الشينكو»؟!بعد هذا السرد السريع لعلامات استفهام كبيرة تحوم حول هذه الاستجوابات ودوافعها، لنا أن نتساءل عن المغزى الحقيقي من وراء تقديمها في هذا التوقيت بالذات؟ وهل هناك من هو مدفوع من بعض الأطراف لتصفية الحسابات؟ وهل هناك جهات خارجية وإقليمية- على خلاف مع الشيخ ناصر المحمد بالذات- دفعت بـ«بعض» الأطراف إلى تأزيم الأمور؟!قد يتهمني البعض بإلقاء كامل المسؤولية على بعض الأعضاء وتبرئة حكومة القرقيعان من كل التأزيم والفوضى التي تجري في البلاد، لكني سأتناولها في الأسبوع القادم وسأتناول الطريقة التي كان من المفترض التعامل معها، راجياً أن يسترنا الباري عز وجل جميعاً... وإلى الخميس القادم!
مقالات
هل هناك أطراف خارجية دخلت على الخط؟!
19-03-2009