«فردة» له وأخرى لبطانة الاحتلال، وكل من فهمها غير ذلك فهو مخطئ، إنه الحذاء الذهبي الذي سيخلده التاريخ، والذي ينبغي من الآن فصاعدا أن نستبدل ذلك المثل العربي القديم الشهير: «رجع بخُفيِّ حنين» بالمثل العربي العالمي الجديد: «رجع بخُفيِّ منتظر»!

Ad

إنه الحذاء الحدث والواقعة الذي رماه ابن العراق الأصيل وصاحب الشرف بوجه بوش دفاعا عن شرف ابنة المحمودية التي اغتصبها جنود التتار الجدد في بغداد عرين الأسود!

إنه الحذاء الحدث القارعة الذي رماه ابن العروبة والإسلام وكل أحرار الإعلام بوجه قاتل أطفال العراق ونسائهم وشيوخهم في الفلوجة والنجف وسائر مدن العراق المخضبة بدماء أبطال المقاومة الشريفة!

إنه الحذاء العلامة الفارقة الذي رماه ذلك الشجاع ابن تلكم الأم الشجاعة التي أرضعته حليبها الطاهر ليقوم اليوم بكامل هامته الشامخة لينتقم لشهداء ساحة النسور الذين سقطوا ضحايا أبرياء على يد مغول العصر من شركة «بلاك ووتر» الأمنية المتوحشة وأسيادها الأنذال!

إنه الحذاء المنعطف الذي أراد من خلاله ابن الرافدين المقدام وصاحب الشرف الرفيع أن يلخص معاناة ذلك الشعب الأبي الذي يرفض الضيم والذل، ويرفض اتفاقية الذل والعار التي وقعت بين بطانة الاحتلال والقتلة الوحوش القادمين من وراء البحار لسرقة مقدرات الأمة وثرواتها!

إنه الحذاء المدجج والمرصع بكل أحجار الحجاج الذين رموا الشيطان الأكبر في الديار المقدسة هذا العام بكل جحافلهم الزاحفة من عرفة إلى مزدلفة فمنى، وهم يرددون لبيك اللهم لبيك، لبيك لنصرة دينك في فلسطين ولبنان وأفغانستان والعراق وكل مكان!

وعليه... فإن منتظر الزيدي ليس غير مذنب فحسب، وينبغي إطلاق سراحه فورا، بل إن الرجل ليستأهل أن تصنع له التماثيل في كل عاصمة عربية وإسلامية وحرة في أنحاء العالم في زواياه الأربع!

إنه فخر العراق وفخر العرب وفخر المسلمين والمسيحيين وفخر كل أحرار العالم الذين ناضلوا لفضح جريمة الغزو والعدوان على العراق طوال السنين الماضية، وكافحوا من أجل هذا الحصاد، أي أن يخرج القاتل الأول بوش بخفي منتظر ململما خيبته وخيبة بطانته معا!

إن منتظر اليوم يجب أن تقام له الاحتفالات في كل مدينة وقرية ومصنع ومزرعة وجامعة ومدرسة وجامع وحسينية وكنيسة وحي وزقاق وبيت لتفرح ببطولته أرامل العراق وأمهات الشهداء!

لا تخجلي منه أيتها البغدادية الأبية، إنه ابنك البار يا من أطلقت صيحة أحرار العراق مبكرا حين سكت الكبار وانعقدت ألسن الرموز والبكوات!

لا تخجلوا منه أيها المحامون العراقيون والعرب ولا تحضِّروا له مرافعات دفاع خجولة تحت عناوين حق التعبير وحق الاعتراض، قولوا للعالم كله إننا جميعا مثله وإننا جميعا منه وهو منا، وإننا حرب لمن سيحاربه وسلم لمن سيسالمه، فهو من السائرين على خطى الحسين والمسيح الثائرين!

زغردي أيتها العراقية الأبية، وارفع راية العز يا أباه ويا عمه ويا كل أقربائه وكل من زامله من أباة الضيم، فهذا يومكم بعد أن كسر منتظر حاجز الخنوع والاستسلام بقامته الشامخة!

وليصرخ أحرار العالم كلهم بصوت واحد: كلنا منتظر وما حصل أمام شاشات العالم ما هو إلا حصاد تلك السنوات الست العجاف، لخصها منتظر الزيدي نيابة عنا جميعا، ولنخلد هذا الرجل الحر والجسور وابن العراق البار مرة أخرى، بتأسيسنا للمثل العربي والعالمي الجديد: «رجع بخفي منتظر»!

والله أكبر على الظالم، والنصر المسدد للمظلوم وعاش العراق حرا سيدا مستقلا مطهرا من الاحتلال وبطانة الاحتلال، وما ذلك على الله بعزيز، يرونه بعيدا ونراه قريبا، أليس الصبح بقريب!

 

* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني